JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Home

إقليم كردستان وسياسة تفادي الأزمات


 د. محمد نعناع 

تعج منطقة الشرق الأوسط بالعديد من الأزمات المركبة، وتتحين قوى كثيرة الفرص لضرب استقرار مجتمعات معينة، وبلحاظ التراكبية النوعية لهذه الازمات تتفعل خاصيات فريدة من نوعها لحصد ثمار الصراعات، ولو على مستوى الدعاية الإعلامية فقط، ومن هذه الخاصيات الفريدة من نوعها ما تتميز به قوى الإسلام السياسي من نزعة تضليلية لتحميل أوزارها وإخفاقاتها السياسية والاجتماعية والأمنية على ظهر الاخرين الذين يسعون لتفادي الازمات. ويبدو أن السعي المنضبط والمستمر لتفادي الازمات الذي يمارسه إقليم كردستان وتحديداً الديمقراطي الكردستاني لا يعجب جهات تسعى دائماً للعب بالنار. 

لقد نأى الإقليم بنفسه عن الكثير من الازمات خلال السنوات الأخيرة، والأزمات التي القيت بحجره وتلقى تداعياتها تعامل معها بحرفية دقيقة لإبعادها، كما تعامل مع أزمة داعش عندما تلقى دعماً دولياً مباشراً وغير مباشر لوضوح رؤيته تجاه الإرهاب والتطرف، وكما فعل مع الازمة السورية مؤخراً واصدر عدة بيانات تؤكد عدم التدخل في الشؤون السورية الداخلية وتأييد قرار الشعب السوري في تحديد مصيره وحماية مكوناته، وأخيراً تفادى الإقليم وخصوصاً قيادته السياسية في أربيل الحرب الإسرائيلية الإيرانية بالتأكيد على ثوابت الامة الكردية دون الانجرار للصراع، وهذا ما لم يعجب ولم يروق للجماعات المأزومة، وقد انقسمت توجهات هذه الجماعات الي قسمين: 

الأول: دعا الإقليم للانخراط بالحرب ونصرة ايران، وإن لم يفعل الإقليم ذلك فهو ليس عراقياً، ووصل الامر بأحدهم في البرامج التلفزيونية الى تهديد إقليم كردستان إن لم ينضم مع الجمهورية الإسلامية بالحرب، في حين نسى ان حكومته بالأساس تتفاخر بانها جنبت العراق الدخول في الحرب وابعدت الشعب العراقي عن تداعياتها. 

الثاني: وهذا القسم دعا الى ضرب القواعد الامريكية في أربيل في محاولة مكشوفة لتوتير الأجواء في الإقليم، ونسي هؤلاء ان هذه القواعد ليست أمريكية بل هي قواعد عراقية تستضيف أمريكيين، وهي موجودة بموافقة من الحكومة العراقية، ودعوة هؤلاء التحريضية ضد الإقليم بالإضافة الى انها لم تلق اذان صاغية، فإنها لم تستفز قوى الإقليم السياسية وعلى رأسها الديمقراطي الكردستاني للدخول في مهاترات جانبية لا جدى منها.   

وترتبط الأدوار السياسية التي تمارسها النخب القيادية بتحقيق ثلاثة مصالح أسياسية، وهي:_ 

المصلحة الاستراتيجية: وتحقق إدامة عدم الانخراط بالأزمات.

المصلحة الشعبية: وتعني تحصين الوعي العام من الانجرار خلف الدعوات المشبوهة.

المصلحة الدبلوماسية، ومن الممكن أن تسمى إدارة الحرب الناعمة: وتعني صياغة مظلة حامية للمصالح القومية في الخارج. 

وقد نجح الإقليم في تحقيق هذه المصالح، فلم ينخرط بالصراع، ولم ينجر شعبه لتبرير الدخول في الصراع، وتفهمت القوى الدولية والإقليمية توجه الإقليم وجهوده حول الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، ومن المتوقع أن يستمر إقليم كردستان بهذه السياسة المتفادية للازمات والبعيدة عن الصراعات لانها تحقق الاستقرار في الإقليم لتمنحه الفرص اللازمة والكافية لتجاوز إحدى الازمات الراهنة المهمة وهي أزمة تأخر تشكيل الحكومة وبناء معادلة السلطة الجديدة.

NameEmailMessage