JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Home

المنصب السخيف الناقص والدوني عندما يحصل على منصب، وعلى قاعدة الإمارة ولو على حجارة



 هادي جلو مرعي

     لا أحد معني بهذه الكلمات، لكنها رسائل عابرة لي ولسواي ممن غرته الدنيا بزيف زائل، لعلها حكمة بالغة أن تفكر في صناعة إسم يكون لك منصباً أبدياً يوازي مسيرتك في الحياة، حتى تنتهي.


    صناعة الإسم عملية شاقة، لكنها مثمرة، إسمك يتحول الى منصب رفيع لا يسلبه منك أحد، ولا يستهين به أحد، وقد تصنع الغفلة من مئات من الناس شخصيات لها وزن في المجتمع في مؤسسات تشريعية وتنفيذية، ولكنها سرعان ما تذوي. فقد إرتبط الإسم بالمنصب، وأخذ قوته منه، ولكنه يعود الى اللا أهمية بمجرد مغادرة المنصب السخيف، في حين لا يكترث صاحب الإسم الرفيع بالمناصب. فإذا حصل على منصب، كان المنصب مرحلة عابرة تنتهي، ويؤسس لغيرها بجهد وعطاء وخلق وتواضع.


    عديد من الناقصين حصلوا على مناصب ربما كانت رفيعة، ومنهم من حصل على مناصب وضيعة لا ترقى الى مستوى يؤهل أصحابها الى هذا الكم من التكبر الفارغ الزائف، والتصنع اللاهث، والعجرفة الهوجاء كناقة جامحة في البيداء، تمرّ الأيام، ويجد صاحب المنصب إنه خارج دائرة الضوء، لا يعود يملك السلطة، ولا يعود يجد للغرور مكاناً، ويتوارى عن الأنظار، يعيد فتح هاتفه للجميع بعد أن كان لا يردّ على اتصال إلا وفقاً لأهمية الإتصال، وتجده يوزع الابتسامات، ويتواصل مع الأصحاب، ويخرج الى الشارع متجاهلا نظرات من كانوا يرونه وقد تغير حين جرت الأموال بين يديه، وكان العاملون معه في دائرة الطاعة، وكان يؤذي هذا وذاك، ويصدر قرارات تعسفية بنقل هذا، وخصم من راتب ذاك، وحجب هذا، ومنع ٱخر من القيام بمهامه ليس لشيء سوى لإشباع غروره، وعقد نقصه وحرمانه الأبدي، وجوعه الذي لا ينقطع. وفوق ذلك فهو مخل بواجباته لأنه انشغل عنه بالمتع الزائلة والأموال الطائلة والسفر والتباهي والتفاخر، متناسياً لحظة المغادرة المرة التي ستذهب به الى النسيان كما يقول عبد الكريم عبد القادر في رائعته بيني وبينك:  


“بيني وبينك غربةٍ كنها الليل

 ماعاد يذكرنا مكان التلاكي

 ارحل مع النسيان

 وبرحل مع سهيل 

ما عاد في كلبي لك اليوم باكي”.

NameEmailMessage