🖊️ عمر الناصر
بين ليلة وضحاها تم نسف الاتفاق النووي الذي عقده اوباما مع ايران والذي يعرف ب "خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)"،والتي قدمت فيه الاخيرة عدة تنازلات مهمة في برنامجها النووي منها تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي من نحو ١٩.٠٠٠ الى حوالي ٦١٤٠ جهاز فقط، وعدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من ٣.٦٧٪ وهي نسبة كافية لأغراض الطاقة فقط لمدة ١٥ سنة بعد أن كانت قد وصلت قبل هذا الاتفاق الى ٢٠ % ، وتحويل "مفاعل أراك " للماء الثقيل حتى لا ينتج مادة البلوتونيوم التي تدخل في صناعة الاسلحة النووية بالاضافة عن بنود اخرى ، يقابل ذلك رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية عنها، والإفراج عن أصول مالية إيرانية مجمدة في الخارج تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، والذي اعتبره الحزب الجمهوري وترامب بأنه "اتفاق سيئ" ويجب الانسحاب منه ونتاج نسفه هذا اليوم تعتبره طهران وتل ابيب هي معركة اثبات او زوال "الوجود".
لو استعرضنا معيار وثقل موازين القوى بين الطرفين سنجد بأن سباق التسلح بات واضحاً للجميع يأتي من خلال عملية فتل العضلات واستعراض القوة بتدشين الاسلحة النوعية التي لازال لم يكشف النقاب عنها ، والتي كان قد عمل على تطويرها كلا الطرفان كاستخدام قوة الردع الصاروخية من قبل ايران وانتقالها من المرحلة الاولى بالحرب التقليدية الى استخدام الصواريخ الفرط صوتية Hypersonic missile والتي تبلغ سرعتها بين" ١٣ - ١٥ ماخ " اي مايعادل اكثر من ١٥.٠٠٠ كم بالساعة والتي لا تستطيع كشفها الرادارات ، بينما ذهبت اسرائيل لانتقاء الاهداف النوعية وزرع الجواسيس والعملاء لضرب ايران من الداخل لتكون بمثابة " عصى الخيزران" خاوية من الداخل لكنها صلدة من الخارج، في وقت اصبحت طهران اقرب لامتلاك السلاح النووي بعد ان وصلت وفقاً لاحدث التقارير الى نسبة تخصيب بلغت ٨٣٪ والتي تحتاج فقط الى ٧ ٪ اضافية لغرض الوصول الى معيار التسلح وانتاج القنبلة النووية خصوصاً بأن مخزونها الحالي يقدر ٤٠٨ كغم بحلول ١٧ مايو ٢٠٢٥، مما جعل هنالك قرار سريع من قبل اسرائيل لغرض الذهاب بقرار انفرادي لشن ضربة استباقية على ايران لم تنتظر حتى نتائج جولة المفاوضات الاخيرة وبموافقة امريكية من تحت الطاولة، مما يعني بأننا وصلنا اليوم امام سيناريوهات اثنين : الاول موافقة ايران على تفكيك البرنامج النووي وهو امر صعب جداً تحقيقه في هذا الوقت بعد ان دخلت في مرحلة " طحن العظام"، وايس امامها الا الصمود والاستمرار بحرب "النفس الطويل" وحرب إستنزاف مفتوحة قد تتحول الى حرب اقليمية بالوكالة Proxy war، او سيناريو دخول الولايات المتحدة على خط الازمة وقد يقبل ترامب بمقترح الكونغرس بتوجيه ضربة تكتيكية نووية على منشأة "فوردو" من خلال استخدام قنابل ال GBU-57 الخارقة للتحصينات لاجل الوصول الى عمق ٩٠ متر وهو موقع تخصيب اليورانيوم.
يتبع …
خارج النص / موسكو حذرت واشنطن من اغتيال المرشد الاعلى واستخدام اسلحة نووية تكتيكية في ايران.