🖊️ عمر الناصر
كل مقال لاذع وكل تغريدة اكتبها تحمل بين طياتها الآلام ومعاناة شعب مازال ينتظر لحظة الفرج، لكن المشكلة العراق اصبح عبارة عن هرم مقلوب والمعادلة فيه عكسية ، وكلما انحسرت امال الشعب المسكين كلما ازداد نفوذ وكروش المتنفذين واصبحت "اساطيل التاهوات" اطول من سور الصين العظيم ، على غرار الزي الموحد كلهن اسود كانه مقتبسة من مسلسل وادي الذئاب، بوجود امكانيات وإمبراطوريات مالية تعاني من تخمة مفرطة. التاهو لم تعد مجرد سيارة دفع رباعي بل تحولت إلى رمز سلطوي يمشي على أربع عجلات ويشرب من خيرات الدولة أكثر مما يشرب الشعب ماء ارو RO ، حتى اصبحت حلم الكثير من الفاشنستات والبلوكرات اللي يسيل لعابهن عليها ، وصارت إعلان رسمي عن وجود مسؤول أو ابن مسؤول أو حفيد مسؤول أو حتى سائق مسؤول يعتقد أن الشارع وُجد ليُخلى له وحده، واحنا مجرد كومة مشاة ومواطنين نزين الشارع بالوان ملابسنا.
التاهو بالعراق اقدر اوصفها مثل “الطبلة” بحفلات الزواج صاخبة ومزعجة وكل الضجة تتمحور حولها والأنكى ان الكثير منها تسير بلا أرقام، أو بأرقام مظللة واذا قلبتها رأساً على عقب تطلع شيفرة من مسلسل تركي ، والمضحك المبكي أن التاهو صارت دليل هيبة أكثر من الكرسي نفسه، فالمسؤول عندنا اذا فقد منصبه، يظل محتفظ بالتاهو المقدسة كأنها “صك غفران”، بينما المواطن ابو الرعاية الاجتماعية اذا فقد راتبه حتى “الستوتة” ما راح يقدر يسوقها.
يا شيفرليت إذا عندكم ذمة وضمير تسوون إعلان خاص للعراق ، مثلا التاهو السيارة الوحيدة اللي تضمنلك احترام رجال السيطرات وخوف السواق، وفتح الترافكلايت وهي بعده حمراء ، وبالتالي العراق ما يحتاج بعد تاهوات يحتاج شوارع ادمية وقانون يتعامل بالمسطرة وسيادة وكرامة لاهله اللي يومية يخزّن مواد غذائية وادوية لان يخاف من جاك الذيب جاك الواوي، أما التاهو فهي مجرد ملخص بائس لفلسفة السلطة “ أنا واليكن من بعدي الطوفان والباقي مجرد زحمة مرورية وكومة ركام !".
انتهى //
خارج النص // القريب من المواطن قريب من الله.