JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
الصفحة الرئيسية

التطرف العنيف … استغلال منحرف للدين


 (أسامة السهلاني)

التطرف العنيف ليس مجرد انحراف فكري، بل هو استغلال مريب لروح الدين وتحويره عن مقاصده السامية. الدين وُجد ليبني الإنسان ويهذب روحه، لكن بعض الجماعات جعلته مطيةً للعنف وحوّلوا نصوص الرحمة إلى شعارات دم وجعلوا من القدسية غطاءً لأهدافهم السياسية والسلطوية.


*الجذور والواقع*

منذ التاريخ القديم شهدت البشرية حركات متطرفة حاولت احتكار الحقيقة الدينية وتكفير الآخرين حيث أن التطرف يطلّ برأسهِ كلما ضعف الوعي واشتدت الأزمات. نذكر منها:

▪️ الخوارج في صدر الإسلام: 

الذين رفعوا شعار “لا حكم إلا لله” لكنهم مارسوا أبشع أشكال العنف ضد مخالفيهم.

▪️ محاكم التفتيش في أوروبا العصور الوسطى: 

التي استغلت الدين المسيحي لمعاقبة المختلفين، وأحرقت الآلاف باسم الإيمان.

أما في العصر الحديث فقد ظهرت تنظيمات أكثر خطورة، أبرزها:

 ▪️تنظيم القاعدة: 

الذي انطلق في تسعينيات القرن الماضي، مبرراً عملياته الدموية بفهم مشوه للجهاد.

▪️ تنظيم داعش: 

الذي حوّل الدين إلى أداة للذبح والتهجير والتدمير وشوّه صورة الإسلام في العالم.

▪️ بوكو حرام في نيجيريا: 

التي اتخذت من الخطاب الديني غطاءً لممارسات إرهابية ضد الأبرياء.


*خطورة التطرف العنيف*

 ▪️تشويه صورة الدين أمام العالم وتحويله إلى عنوان دموي.

 ▪️تمزيق المجتمعات بزرع الكراهية والطائفية بين أبنائها.

 ▪️إعاقة التنمية والاستقرار عبر استنزاف الموارد في الصراعات.

 ▪️تغذية دعايات الأعداء الذين يستغلون صور الإرهاب لتشويه الإسلام والمسلمين.

لكن، هل التطرف قدر لا مفر منه؟ الجواب: لا. فهناك طرق صحيحة وواقعية يمكن بها الحد من انتشاره وتجفيف منابعه.


*الطرق الصحيحة للحد من التطرف العنيف*

 ١. تربية دينية وسطية تقوم على نشر الفهم الصحيح للنصوص وتعزيز خطاب العلماء المعتدلين الذين يرفعون راية الرحمة بدل العنف.

 ٢. تعزيز الفكر النقدي والثقافة بحيث يتعلم الشباب أن يسألوا ويناقشوا ولا يقبلوا أفكاراً جاهزة تُفرض عليهم باسم الدين.

 ٣. إصلاح الواقع الاجتماعي والاقتصادي عبر محاربة الفقر والبطالة، لأن التطرف غالباً ما يتغذى على الإحباط واليأس.

 ٤. تشجيع الحوار والانفتاح بين الطوائف والمذاهب والأديان وبناء مساحات مشتركة تقلل من فرص الاستقطاب.

 ٥. إعلام مسؤول وواعٍ يفضح أساليب غسل الأدمغة التي تمارسها الجماعات المتطرفة ويقدّم خطاباً بديلاً متزناً يزرع الأمل.

 ٦. معالجات أمنية وقانونية حازمة ضد من يمارس الإرهاب ويموله مع احترام حقوق الإنسان حتى لا يتحول الرد إلى وقود جديد للتطرف.


*الخلاصة*

إنّ التطرف العنيف ليس ثمرة الدين بل هو تشويه متعمد له. فالأديان كلها جاءت رحمةً للعالمين لكن العقول المريضة هي التي حوّلتها إلى سلاح للقتل. 

لذلك فإن مسؤوليتنا جميعاً ــ دولاً ومؤسسات ومجتمعات ــ أن نحمي الدين من أعدائه المتخفين بعباءته وأن نغرس في عقول شبابنا أن الطريق إلى الله لا يمر عبر الدماء بل عبر العدل والتسامح والتآخي والإعمار.

١ ايلول ٢٠٢٥

https://www.facebook.com/share/p/17CxuHMigp/?mibextid=wwXIfr


الاسمبريد إلكترونيرسالة