بقلم: نورا المرشدي
منذ أن فُتحت أبواب المشاركة السياسية بعد عام 2003، كانت المرأة العراقية في الصفوف الأولى، تؤمن أن الوطن لا يُبنى إلا بأيدي الجميع، رجالًا ونساءً، وأن صوتها ليس رقمًا في الصندوق، بل قيمة في ميزان الوعي والمسؤولية. لقد خاضت المرأة طريقًا مليئًا بالصعوبات بين قيود المجتمع ونظراتٍ تقلل من قدرتها على القيادة، وبيئةٍ سياسيةٍ تتنازعها المصالح أكثر مما تحتكم إلى الكفاءة، ومع ذلك أثبتت حضورها في البرلمان ومؤسسات الدولة والشارع الذي يثق بصدقها وإصرارها.
تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن النساء يشغلن نحو 29% من مقاعد البرلمان العراقي، وأن 57 مرشحة فزن خارج نظام الكوتا، وهو إنجاز يعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا وثقة متنامية بقدرة المرأة على القيادة. كما أثبتت القامات النسوية العراقية حضورًا بارزًا في مختلف الميادين، فكانت شريكة حقيقية في بناء الدولة وصناعة مستقبلها.
وفي خضم هذه التجربة الغنية بالتحديات والنجاحات، يبرز النداء الذي يلخّص الرسالة كلها: صوتكِ يبني، فهو ليس شعارًا انتخابيًا، بل وعدٌ بأن صوت المرأة هو أساس التغيير وركيزة البناء الوطني.
ورغم العقبات التي تواجهها المرأة، من القيود الاجتماعية إلى ضعف الدعم السياسي والإعلامي، إلا أنها باتت أكثر وعيًا بحقها في المشاركة وأكثر جرأة في الدفاع عن موقفها، مدركة أن التغيير الحقيقي يبدأ من صندوق الاقتراع ومن صوتٍ صادقٍ لا يُشترى ولا يُوجَّه.
إن صوت المرأة العراقية امتداد لصوت الوطن، وحقها في المشاركة ليس منّة من أحد، بل استحقاقٌ أثبتته التجربة والإنجاز. فشعار «صوتكِ يبني» لم يعد مجرد جملة انتخابية، بل أصبح رسالة وعيٍ ومسؤولية نحو عراقٍ أكثر عدلًا وإنصافًا