JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
الصفحة الرئيسية

مزابدات انتخابية بإسم المكوّن !؟


 🖋️ عمر الناصر 

ليتحملني قليلاً اصدقائي الطائفيون ، لاننا في كل دورة انتخابية تتكرر ذات المشاهد، وتُعاد ذات الخطابات التي تُغلف بالشعارات الطائفية والمناطقية والقومية، وكأن التاريخ يدور في حلقة مفرغة لا مخرج منها، وما إن تُعلن المفوضية موعد الانتخابات حتى يبدأ بعض السياسيين بارتداء عباءة “المدافع عن المكوّن”، وكأن هذا المكوّن بلا صوتٍ أو وعي ينتظر من “يمثله” على الورق ليتحدث باسمه في العلن، وكلما اقتربنا على موعد التصويت تعود إلى السطح نفس المواويل “حقوق المكوّن”، “تمثيل المكوّن”، “الدفاع عن المكوّن” يوحى لنا بأن المكونات كائنات مجهرية لاترى بالعين المجردة وعاجزة او مصابة بالهشاشة وتنتظر " الهيرو " المنقذ والمُخَلِص لكي يتحدث باسمها، حتى جعل المواطنة مجرّد شعار معلق على جدار الخطابات السياسية الصماء، فالتكرار الممل لا يعكس حرصاً حقيقياً على ابناء الطائفة، بقدر ما يكشف نمط تقليدي مستهلك من المزايدات الانتخابية التي يُراد منها تحشيد وتعبئة العواطف وشدّ الجماهير وليس لبناء الدولة.


في الواقع … توصيف واستخدام “المكوّن” كغطاء انتخابي هو نتاج لفشل سياسي متراكم عجزت الطبقة السياسية الحاكمة عن تقديم مشروع وطني جامع وواضح، كون من يستخدم هذه الورقة فهو يلجأ لأبسط الأدوات تأثيرًا في الجمهور " العاطفة الطائفية" أو القومية، وهكذا تتحول الانتخابات من منافسة برامج وأفكار إلى سباق لغرض استثمار الهويات الفرعية وتشغيل نظرية "مجتمع القطيع Cattle society " . إنّ أخطر ما في هذه المزايدات أنها تُبقي العراق أسيرة لخطاب الانقسام والولاءات الجزئية والنتوءات الفرعية التي ترفع من حرارة خطابات الكراهية ، والتي تمنع تشكيل هوية سياسية وطنية مستقرة، فكلما صعد خطاب “المكوّن”، تراجع خطاب “الدولة” وكلما توسعت سلطة الزعامات الطائفية، تآكلت ثقة المواطن بالمؤسسات الدستورية، وبينما يدور هذا الصراع على “من يمثل المكوّن”، يغيب السؤال الجوهري: من يمثل ويدلّني على هوية العراق؟ فالوطن أكبر من الطائفة والمواطنة أسمى من المزايدة، والسياسة مسؤولية لا وسيلة للتربح والابتزاز .

انتهى // 

خارج النص // حين تتحول “المكوّنات” إلى سلعة انتخابية يفقد الوطن معناه، وتضيع النخب بين ضجيج الشعارات.

الاسمبريد إلكترونيرسالة