وجوه فولاذية
_الاء عبد الحي / العراق
في الظلام يطفو دمعي
اغرق في الحزن
يغني ظلي احجية مبهمة
تعود لعصر صلصالي
انا امرأة خلقت من النار
في غرفتي الاسمنتية
المرايا تسرق وجهي اختبىء بظلي
يفوح عبق الغاردينيا
وتثمل في عرشي الأشباح والعفاريت
حيث ترسم فوق الجدران وجوه فولاذية
تحتشد الجيوش ويرتفع صهيل الخيول
تترنح مصابيح غرفتي وتغفو الأضواء
المنجنيق في فمي
المعابد تغرق والكنائس تتيمم بالهواء
يبكي بالقرب من نافذتي نبي
يشاطرني مراسم دفن القمر
في الظلام ..
كل الأضواء واشية والوجوه كوابيس
اكتب رسالتي وانا رهينة المنافي
تصاب بالصقيع جمجمتي
تتحجر اوردتي مامن غراب يدفن جسدي
في المعبد البعيد بضعة رهبان يراودن أنفاسي
دموعي الحبلى تنفجر بغزارة
في فناء التابوت اتنهد تموت الغاردينيا
العندليب حزين
روحي البدائية تطارد شبحك
في غرفتي الاسمنتية حفل شواء لتنين
يغني على اوتار النار
غناء الكمنجات يسحرني
تقف ام كلثوم امامي ويترنح فوق نظارتها السوداء وجهك الغاوي تتجمهر حشود من غبار المومسات تراود أنفاسك
من أجل لقائك اهبك قلبي
على قباب نهدي يخشع فمك
في رضابي عشبة خلود ساهبك عرشا ازليا
ايها المسافر البعيد لماذا لا تلجم حصانك الهائج؟
اغامر و وجهك خارطتي
في غياهب غرفتي الاسمنتية
يشتعل في جسدي السعير
لماذا لا تأتي هذه الليلة
وتشعل غاباتي اود ان نلتهب معا؟
لكي نعزف اغنية أسطورية تهتز عليها ايقاعات النشوة دعنا نرجم هذا الكوكب بوجوه فولاذية
ونطلي ارواحنا بمساحيق الزهور
في جوفي قلعة نهر وسماء وريح رقيقة تداعب أنفاسك تسرق عبق روحي ونسافر معا
في فضاء ازلي بين الفينة والأخرى نسكب كأسا من النبيذ ونثمل فوق اريكتي يهتز الفجر نفخة خفيفة وسينتهي المطاف بك تعانق روحي بينما حصانك يتفنن بتهشيم كهفي