ضفاف نيوز / الكاتبة افنان التميمي
من الآداب النقدية التي تدخل ضمن الوصايا العملية التي اضعها بين ايديكم كأسس للنقد ، وحتى تصل إلى غايتك من النقد والى محبة وشكر المنقود وتقديره لنقدك له ، هو الالتفات إلى الإيجابي ..
وقد يكون السلبي لدى أحد الأشخاص أكثر من الإيجابي بحيث يغطي عليه ، ويكون الإيجابي نادراً للدرجة التي يتعين عليك أن تبحث أو تنقب عنه تنقيباً ، فلا تعدم المحاولة لان ذلك مما يجعلك في نظر المنقود كريم الطبع .
فلقد مرٓ النبي عيسى عليه السلام وحواريوه على جثة كلب متفسخة ، فقال الحواريون :
ما انتن جيفة هذا الكلب !!
وقال عيسى عليه السلام : انظروا الى أسنانه .. ما أشد بياضها !!
لقد كان الحواريون محقين في نقدهم للجثة المتفسخة التي تنبعث منها روائح كريهة ، لكنهم ركزوا على السلبي ( الطاغي) على الجثة .
أما المسيح عليه السلام فكان ناقداً لاتفوته اللفتة الإيجابية الصغيرة حتى وإن كانت ( ضائعة) وسط هذا السلب من النتانة .
وهذا درس نقدي يعلمنا كيف أننا يجب أن لا نصادر الإيجابية الوحيدة أو الصغيرة إذا كان المنقود كتلة من السلبيات .