JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
الصفحة الرئيسية

عجائب الظواهر وغرائبها

 




كتبت فاطمة علي 

نعيش في زمن العجائب، حيث نواجه ظواهر غير مسبوقة لم تُذكر من قبل، تقودها أفعال البشر بعيداً عن أي سلطة. 

في هذا السياق، قد يتساءل البعض: لماذا يحدث ذلك؟ 

والجواب يكمن في أنه عندما يسعى شخص لسرقة الفقراء، يجد مبررات تختبئ وراء تحلله من محرمات الله. 

هناك أيضاً من يستولي على موارد شعبه ويُعتبر قرار ذلك حقيقياً، بينما يختار آخرون أن يعيشوا في تشكيلة من الحريات المزعومة، مما يجعلنا في زمن لم نكن نرغب في العيش فيه أبداً. هذا الوقت مملوء بالأمراض والغش والموت. إنه زمن تداخلت فيه القيم والمبادئ، وتحطمت فيه الحدود الفاصلة بين الحق والباطل. 

فالبعض يتغنى بروح الثورة والتغيير، بينما يمتنع عن مواجهة حقيقة فساد يختبئ تحت قناع المثل العليا.

 إذن، كيف يمكن أن نطلب العدالة في عالم يفتقر إلى الشعور بالمسؤولية؟

 لقد أصبح الفقر أكثر عمقاً، والجشع أكثر وضوحاً، حيث تتكشف أمامنا المآسي اليومية التي يعيشها الكثيرون، بينما نغض الطرف عن المعاناة والظلم. 

تمتلئ شوارع العالم بصور دافئة من الإبداع والأمل، لكن تحت السطح غالبًا ما تتواجد أكوام من الخيبة والانكسار. فالأشخاص الذين يدعون أنهم يحررون المجتمعات ما هم إلا دمى تحركها خيوط المصالح الشخصية. 

في خضم كل هذا، يواجه الأفراد خياراً حاسماً: إما الانغماس في السلبية والمجهول أو التمسك بالأمل وبذل الجهود نحو بناء عالم أكثر عدلاً. لذا، يتوجب علينا كأفراد ومجتمعات أن ندرك عمق التحديات التي نواجهها وأن نعمل معًا، عازمين على إعادة بناء ما تهدم من القيم الإنسانية، لنستطيع مجابهة هذا الزمن الصعب بروح من التعاون والتضامن.


إننا بالفعل نعيش في مرحلة حرجة من تاريخنا، حيث تتداخل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مع تصاعد الشعور بالقلق والترقب.

 هذه الأوقات العصيبة تجعل الظلم أكثر بروزاً، وتسلط الضوء على الانقسامات التي تهدد تماسك المجتمعات. إن الظواهر التي نشهدها ليست جديدة تماماً، فهي جزء من دائرة تاريخية تمتد على مدى العقود، ولكنها تتفاقم الآن بشكل غير مسبوق. الفساد لا يتجسد فقط في السرقات المالية، بل يتغلغل في كل جانب من جوانب حياتنا، من التعليم إلى السياسة، ومن الرعاية الصحية إلى العدالة الاجتماعية. إن القيم القديمة التي كنا نتشبث بها تتعرض للاختبار كل يوم، مما يدفعنا إلى إعادة تقييم أولوياتنا كسكان على كوكب واحد. يُظهر لنا الواقع أن الإهمال وغياب الوعي يمكن أن يؤديان إلى نتائج كارثية.

 ومع ذلك، يبقى الأمل شعلة في قلوب أولئك الذين يؤمنون بقدرتهم على إحداث التغيير. إن التحول الحقيقي يبدأ ليس فقط من القادة، بل من كل فرد في المجتمع. 

من خلال التواصل والتعاون، يمكننا كسر حلقة الانكسار والخيبة التي تحيط بنا.لذا، يجب أن نبحث عن أصواتنا المتعددة ونجمع قوتنا في مواجهة الظلم. يمكن للفنون، سواء كانت موسيقى أو أدب أو حتى تعبيرات بصرية، أن تكون أدوات فعالة لرفع الوعي وإلهام التغيير. كلما انطلقنا من دوائرنا الخاصة لنكون جزءًا من حل أكبر، نبدأ في إعادة بناء المجتمعات بروح جديدة. إن الجهود الصغيرة قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة إذا توحدت النوايا الحسنة والصادقة. لنغتنم هذه اللحظة، لن ننظر للخلف بل نتطلع إلی المستقبل، ونعيد صياغة قيمنا المشتركة معاً لننجو من هذا الزمن الصعب.

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع 

author-img

ضفاف نيوز الإخبارية

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة