بقلم : نبيل العزاوي
في كل مرة تعود رواتب إقليم كردستان الى الواجهة ، تفتح جراحات عميقة ، إعتقدنا أنها إندملت ، بفعل لقاءات ، وإجتماعات ، وزيارات ، سواء من الجانب الاتحادي ، أو جانب الاقليم ، لكن على مايبدوا أن هنالك إرادات أقوى من اللقاءات ، لاننا اليوم نشهد فصلاً جديداً ، من فصول الصراع المتذبذب بين الحل الوقتي ، وعدم الاتفاق على حل نهائي وبتطبيق كل الاتفاقات .
لكن المعضلة لم تكن فقط بقضية الايرادات النفطية من الاقليم لبغداد ، ( والتي هي أصلاً متوقفة بفعل قرار محكمة باريس )
أو بقضية المنافذ الحدودية والتي تصل لبغداد وحسب الاتفاق .
المشكلة هي في ذهنية البعض ، والذي لايريد الوصول لحل عادل ، وهؤلاء القلة الذين يرون في كردستان كياناً مشكوكاً بتعاطيه مع الازمات ، لاشريكاً أصيلاً في الوطن ، فبرغم مرور ( تسعة عشر عاماً ) على إقرار الدستور العراقي ، لاتزال التفسيرات الدستورية عند البعض لم تصل لمرحلة البلاغة السياسية ، ووجود أكثر من خمسين مادة دستورية معطلة ، هو خير دايل على عدم وجود الرؤى والتصورات لبناء عراق خالٍ من كل الضغائن ، والمعاملة بنفس المسطرة ودون ميل لأي فئة ، أوجهة ، أو مجموعة .
جوهر الخلاف في توزيع الرواتب ، هو التسليم ، ثم الاستلام ، وهذا المبدأ متفق عليه ، فإقليم كردستان لايريد حصص اضافية ، أو إنه إشتكى بأن مايرسل له لايسد مالديه من التزامات ، رغم علمنا أن هنالك إلتزامات كثيره ، مع كبريات الشركات العالمية والتي تعمل بقطاع التنمية ، والبناء ، والخدمات ، وهنا لاأتكلم عن الشركات النفطية وإستحقاقاتها ، فهذا يحتاج لشرح معمق ووقت طويل .
الكلام الان ومن الاقليم فقط عن الرواتب ، التي هي حق قانوني ، وليست مزاج سياسي .
الان وبعد إنتهاء عيد الاضحى المبارك ، وبدون رواتب ترسل ، مالعمل المطلوب الذي بموجبه يمكن ان تصل المبالغ لمستحقيها ؟
والجواب وببساطة الحوار ، والحوار ، ثم الحوار ، فنحن شعب واحد ، قد نختلف ، قد نتذمر ، لكننا بالنهاية تحت سقف واحد ، ومايجمعنا أكثر مما يفرقنا ، فالسيد مسعود بارزاني يؤمن بالشراكة الحقة ، شراك الاخوة ، شراكة الوطن ، وماتعانيه أربيل تشعر به ميسان ، وماتمر به دهوك يصر بإرتداده لصلاح الدين ، وما تعانية السليمانية تعلمه البصره ، أذن نحن بنفس الوطن والمتألم بأي منطقة يشعر بذات الالم بمنطقة أخرى ، وعليه لنتحاور هذه المرة من مبدأ الايمان بحب الوطن ، وأن نشعر أخواننا في الاقليم بأن كل العراقيين ، يتفهمون مايمرون به ، فالرواتب هي تمثل حياة الانسان ، ولندفع بأيجاد الحل ، لا التأزيم ، ولنلتقي بطاولة مخرجات ، ونتفق أن الرواتب هي حقوق أصيلة ، لاتخضع لأي حساب سياسي ، مهما كان ومهما طال .