بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
بعد تصاعد الخلاف بين إيلون ماسك و دونالد ترامب بسبب قانون الميزانية ، قرر الملياردير تاسيس حزب سياسي جديد ، قد يحمل اسم : حزب امريكا ، ومن المنتظر ان يصير رقما صعبا في المعادلة السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية .
ولهذا الغرض اطلق إيلون ماسك استطلاع رأي من خلال منصة إكس ، وقد صوت ثمانون بالمائة من المشاركين لصالح اقتراح ماسك والمتمثل في تأسيس كيان سياسي يمثل الوسط المعتدل .
النتيجة التي افرزها الاستطلاع اثلجت صدر الملياردير ،إيلون وخرج بعدها مباشرة ليؤكد أن تأسيس الحزب الجديد بات قدرا محسوما وفق ما تداولته وسائل إعلام امريكية .
الحزب الجديد من شأنه ان يحدث ثورة سياسية كبيرة بعد تدخل المال والسلطة على الخط ، ومن شأنه ايضا أن يساهم في التنوع الديمقراطي ببلد العام سام ، فحزبين غير كافيين لمئات الملايين من المواطنين الموزعين على اعراق و ملل مختلفة .
الكثير من الامريكيين ينتظرون ميلاد الكيان السياسي الجديد للانضمام إليه ، سيما وان لإيلون ماسك شعبية كبيرة بين الامريكيين . ومن المتوقع ان يصبح القوة الاولى بأمريكا سيما وان كل شروط النجاح متوفرة فيه .
ومن المعلوم ايضا ان الحزب الجديد من شأنه ان يضرب الحزب الديمقراطي في مقتل ، ويهدف بالأساس لتهميش حزب ترامب خلال اي انتخابات رئاسية قادمة ، وسيلعب دور الليكود الذي همش خزب العمل الصهيوني بعد عام 1977 الذي كان مستوليا على منصب رئيس الوزراء لمدة طويلة .
جدير بالذكر ان اعتراض ماسك على بنود في مشروع قانون يسمح بزيادة الدين الوطني بقيمة أربعة تريليونات دولار اجج الخلاف بين ترامب وماسك ، حيث اعتبر المليلردير ذلك تقويضًا لجهود خفض الإنفاق الحكومي التي كان جزءًا منها حين كان مستشارًا بإدارة ترامب لأكثر من 100 يوم .
وقد حرض ترامب الامريكيين ضد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا مشيرا إلى أهمية القانون في إقرار ما وصفه بـ”أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ الأمريكي”، وحذر من تداعيات عدم تمريره . مضيفا ان هناك “دوافع شخصية” وراء موقف المليلردير .
واعتبر الرئيسي الامريكي ان تقليص الحوافز الممنوحة للسيارات الكهربائية، هي السبب الرئيسي لغضب ماسك ، مؤكدا أن الاخير كان مطلعًا على تفاصيل التشريع ولم يبدِ أي اعتراضات حينها .
ومن جانبه ، اكد إيلون ماسك إن دعمه كان “حاسماً” وكان له دور كبير في فوز الحزب الجمهوري ودخوله البيت الأبيض من جديد و وصوله لمجلسي الكونغرس في الانتخابات الأخيرة ، وان ترامب انكر جهوده وكان جاحدا لفضله .
ومن تداعيات عزم ماسك تأسيس حزب جديد فقد شكك النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا جيمي باترونيس في جدية مسعى ماسك بخصوص تأسيس حزب، متوقعًا عودة قريبة للعلاقات بين ماسك و ترامب وقال ان هذا الصلح سيتم خلال اسابيع معدودة .
الكثير من المتتبعين اعتبروا خطوة ماسك الجديدة تحديا لترامب وليا لذراعه بعد الخلاف الأخير بينهما ، فهل يفعلها المليلردير ويرد الصاع صاعين للرئيس الامريكي المثير للجدل ، الايام القليلة القادمة ستزيل الكثير من الغبار عن هذا الموضوع .