سهاد الشمري
بين المد والجزر شهدت العلاقة بين بغداد واربيل، جملة تقلبات سياسية ،وفنية بدأت بعد اقرار الدستور العراقي الدائم سنة 2006 ثم تطورت الخلافات لتأخذ عدة صور ومسارات، وكان الخلاف الأشد والاكبر ،هو الخلاف النفطي وقضية الصادرات ،وبعد قرار محكمة باريس،توقف النفط عبر جيهان، ولم يمكن للاقليم تصدير وارداته لأنها اصبحت معطلة ،اما باقي الامور والايرادات ألأخرى ،فهي تصل بالتتابع لبغداد ، وحسب بيان مالية الاقليم ،
الآن ما الحل الذي يمكن من خلاله أن ترى الامور شكلاً اخراً من الحوارات المنتجة ، باعتبار ان الامم المتحدة ستدخل على الخط لان اشعار الاقليم كان واضحاً، بان الشعب الكردي يتعرض لعقوبة جماعية ، وهذا الامر لايمكن السكوت عليه ، حين تصل الامور لهذه الدرجة من التعقيد يمكن بنفس الوقت أن تصل لنوع من التفاهم المرن والذي بموجبه ، تصل الرواتب لمستحقيها ، وتحويل القضية خطر جداً على مجمل العملية السياسية ، والتي تحتاج الى لملمة الصف بعيداً، عن القرارات الانفعالية ، لان دخول الامم المتحدة وعقد جلسة خاصة على اوضاع العراق وبحث قضية عدم ارسال الرواتب للإقليم ، قديعيدنا الى الوراء كثيرا ،وهذا ما لايرضاه اي عاقل لاننا اليوم بأمس الحاجة للعقل والتعاطي مع الازمات بالحلول المنطقية ، الرواتب هي ليست اموال ترفيه ، بل هي استحقاق لمواجهة صعوبات الحياة القاسية ، فمن يتخيل ان موظفي الإقليم لحد الان وبعد انتهاء عيد الأضحى المبارك ، بدون هذا الاستحقاق، كيف يمكن تصور ذلك وكيف يمكن مروره مرور الكرام ، وجب الان من كل السياسين ومن كل الزعامات ان تجتهد لحل عاجل لمشكلة قد تكبر تدريجياً وتؤدي، لمزيد من الازمات والتي لايحتاجها العراق خصوصاً اننا مقبلين على ،انتخابات ،قد تؤجل ان لم تتكاتف كل الجهود الخيرة والوطنية ،والانسانية، للوصول لحالة الهدوء والسلام، ونقطة شروع للانتقال لعمل ينهي تلك الازمات ومن خلال التافهم والشراكة والعقد الجديد.