علي الحبيب
في زمن تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالإصلاح وتشتد الحاجة إلى القادة المخلصين، يبرز اسم عبد المطلب العلوي، محافظ بغداد، بوصفه أحد النماذج المشرّفة في العمل الإداري والخدمي، حيث استطاع خلال فترة وجيزة أن يحقق الكثير في إدارة العاصمة، ويعيد الأمل لكثير من البغداديين الذين طال انتظارهم للتغيير الحقيقي.
منذ تسلمه مهامه، أظهر العلوي حرصًا كبيرًا على وضع مصلحة المواطن في المقدمة، مبتعدًا عن الشعارات الفارغة، ومقتربًا من هموم الناس ومطالبهم. اتسمت إدارته بالشفافية والجدية، وبرزت من خلالها ملامح رجل دولة يعمل بهدوء، ويُنجز بصمت، بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي أو الوعود غير الواقعية.
ولعل أبرز ما يميز العلوي هو تركيزه على المشاريع الخدمية والبنى التحتية التي تُعد شريان الحياة لأي مدينة. فقد شهدت بغداد خلال ولايته إطلاق العديد من المشاريع الاستراتيجية المهمة والمتلكئة والتي توقف العمل بها في السنوات السابقة سيما مشاريع المجاري والماء والطرق ومداخل العاصمة والمدارس والمستشفيات، فضلا عن قطاعات عديدة في مجال النظافة، وتعبيد الطرق، وإنارة الشوارع، والمراكز الصحية وتطوير الحدائق العامة، ما يعكس رؤية حضارية تعيد للعاصمة العراقية شيئًا من ألقها المفقود.
كما كان لحضوره الميداني أثر بالغ في تعزيز ثقة المواطن بالحكومة المحلية. حيث لم يكن من أولئك الذين يديرون الملفات من خلف المكاتب، بل نزل إلى الشوارع، وتابع المشاريع على الأرض، وواجه التحديات بعين القائد الميداني، لا البيروقراطي المتقاعس.
وتجدر الإشارة إلى أن عبد المطلب العلوي، إلى جانب كفاءته الإدارية، يمتاز بسيرة ناصعة تضعه في مصاف الشخصيات الوطنية النزيهة، وهو أمر نادر في ظل تعقيدات المشهد السياسي العراقي.
إنّ تمسكه بمبادئ النزاهة والاستقامة جعله محط احترام من قبل المواطنين والناشطين، حتى من بين من يختلفون معه بالرؤى السياسية.
إن ما تحقق حتى الآن لا يمثل نهاية المطاف، بل هو بداية مشجعة لمسار إصلاحي طويل. وفي ظل وجود قادة مثل عبد المطلب العلوي، يمكن لبغداد أن تستعيد تدريجيًا هيبتها ومكانتها كعاصمة تاريخية وثقافية وسياسية.
ختامًا، فإن إنصاف الجهود وتقديرها لا يقل أهمية عن النقد البناء. لذا، فإننا نثمّن عاليًا ما قام به العلوي من خطوات ملموسة، ونأمل أن يستمر بنفس الروح والمسؤولية، خدمةً لبغداد وأهلها، وصونًا للأمانة التي ائتمنه الناس عليها.