JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
الصفحة الرئيسية

اليكيتي يحتسي" قهوة الموت" !؟


 🖋️ عمر الناصر 

تعود السياسة الكوردية مرة اخرى لمشهدها المأزوم، لكي تكشف "صفائح تكتونية" قلقة من الصراع الداخلي ومتلازمة السيطرة وبسط النفوذ داخل "البيت اليكيتي" بعد رحيل مام جلال، لان ما حصل يوم امس بشأن اعتقال "شيخ جنكي" قد يعتبره البعض انه مجرد حدث أمني عابر ستطوى صفحته  ، لكن الامر ابعد من ذلك بل هي رسالة سياسية مشحونة بالدلالات ، وقد حملت بين طياتها رائحة “قهوة الموت” التي باتت موجودة في نظرات السيد "بافل طالباني" اثناء تقديمه واجب عزاء مجلس احد افراد الكوماندو .


فمن يعرف تاريخ الاتحاد الوطني الكردستاني يدرك تماماً ان الحزب نشأ على "قاعدة الثورية"، لكنه تحوّل مع الزمن لساحة لتصفية الحسابات الداخلية، وهو ما قد يعتبر امر طبيعي من قبل بعض المدافعين عن فكرة استمرارية وديمومة فلسفة وايدلوجية الحزب ، سيما ان "لاهور" ابن العائلة السياسية العريقة الذي لم يكن مجرد قيادي بارز داخل اليكيتي بل شكّل لنفسه نفوذاً عسكرياً وأمنياً داخل أجهزة الحزب ورقماً صعباً في معادلة "توازن القوى" بين السيد بافل طالباني وبقية أجنحة الاتحاد الوطني ، واعتقاله بطبيعة الحال لم يكن مفاجئاً لمن يتابع التوترات التي سبقت هذه الحادثة بسلسلة من الإجراءات الناعمة والهادئةلاضعاف نفوذه في المؤسسات الأمنية، خصوصاً ان ابعاد اعتقاله تجاوز شخص "جنكي" إلى ما هو أبعد من ذلك وقد يكون على ثلاث مستويات :


١- المستوى السياسي من خلال عملية لفلترة القوى الموجودة داخل الحزب لصالح جناح السيد بافل طالباني بما يضمن إحكام القبضة على مفاصل القرار السياسي هناك.


٢. المستوى الامني عن طريق إعادة رسم الخارطة الأمنية في السليمانية وقطع الطريق امام أي تمرّد محتمل قد يكون مستقبلاً يؤدي ابو تقويض او تقهقر سلطة اليكيتي .


٣. المستوى الاقليمي رسالتين ساخنين لبقية انحاء الإقليم سواء  قوى المعارضة او الغريم التقليدي في اربيل ولبغداد، بأن اليكيتي مازال قادر على حسم خلافاته دون اي وساطات من خارج السليمانية ، ويؤكد بقاء قوة الاخيرة حتى بعد رحيل مام جلال، لكن ذلك سيزيد من التحديات وسيكون له انعكاسات داخلية ، وقد يزيد اعتقال "جنكي" من الانقسام داخل قواعد الحزب، بين من يرى لاهور رمزاً ضد سطوة مركزية عائلة طالباني، وبين من يعتبره مغامراً قادراً على تهديد استقرار السليمانية، وبالتالي يؤثر ذلك إقليمياً كنتيجة واقع حال، لتقرأ إيران او تركيا المشهد كل على طريقته الخاصة، ليشكل آنذاك تغيير في موازين القوى داخل السليمانية وورقة ضغط إضافية في معادلة الإقليم المعقدة.


وبالتالي فإن “قهوة موت” احد حاشيته التي شربها السيد بافل في مجلس العزاء ماهي الا إعلان صريح بأن البيت الكردي لا يزال أسيراً لسياسة التصفية بدل التوافق والاتفاقات الاضطرارية، وأن لعبة الكراسي في السليمانية مازالت تُدار بعقلية لا تعرف غير منطق القوة، وان اعتقال شيخ جنكي ليس الخاتمة، بل بداية فصل جديد قد يعيد رسم ملامح الاتحاد الوطني، ويفتح الباب امام صراعات أكثر تعقيداً في اقليم كوردستان .

انتهى //

خارج النص // سيستمر الصراع داخل السليمانية لتصل مرحلة طحن العظام اذا لم تتغلب سياسة الاحتواء .

الاسمبريد إلكترونيرسالة