JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Home

قرار الزيّ الجامعي الموحد.. خطوة نحو الانضباط والمساواة


 الفريق الدكتور 

سعد معن إبراهيم

========================

من حياتنا الوظيفية والعملية وموقعنا في الميدان، نُدرك أن النظام والانضباط ليسا مجرد مفردتين في قاموس العمل الأمني، بل هما أساسٌ تقوم عليه المجتمعات القوية والدول المستقرة. ومن هنا، كان لقرار وزارة التعليم العالي بعزمها تطبيق نظام الزي الموحد في الجامعات صدى إيجابي كبير في نفوسنا، نحن الذين نؤمن أن الشكل الخارجي، وإن لم يكن مقياسًا للكفاءة، إلا أنه يعبّر عن احترام الذات والمؤسسة والمكان, وقالوا اهلنا في مورثهم الشعبي " البس ما يعجب الناس" باعتباره امرا يتعلق بالمظهر العام ويجب على الفرد مراعاة الذوق العام في موضوع الملبس.

إن تطبيق نظام الزي الموحد في الجامعات له مدلولات كبيرة وتخرج من دلالاتها المعروفة حيث لا يهدف فقط إلى تنظيم الشكل العام للطلبة، بل يضرب جذورًا عميقة في مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية، ويُسهم في إذابة الفوارق الطبقية التي باتت واضحة في مظهر بعض الطلبة، حتى أصبح المظهر أداة للتفاخر، لا وسيلة للتعبير عن الانتماء.

وقد شهدنا خلال العقود الماضية كيف أن التفاوت في اللباس داخل المؤسسات التعليمية قد ساهم في خلق شعور بالتمييز، وأحيانًا التهميش، بين الطلاب والطالبات. فجاء هذا القرار بمثابة تصحيح للمسار، وتأكيد أن الجامعات ليست ساحة عروض أزياء، بل مصانع للعقول، ومصانع لا بد لها من نظام وانضباط , وهذا القرارات الحكومية الصائبة التي نسمعها كل يوم ونلمس اثارها الإيجابية على الاستقرار والسلم المجتمعي نابعة من شعور وطني واضح هدفه المساوة بين الجميع من طلبتنا الاعزاء.

ومن منظور أمني، فإن الزي الموحد يُسهّل من عملية التعرف على الأفراد المنتمين للمؤسسة، ويساعد في الحد من تسلّل الغرباء أو من يسيئون استخدام الفضاء الجامعي من المتطفلين. ناهيك عن تعزيز الشعور بالهوية الجماعية، والانتماء للمكان، وهذا عنصر لا يقدَّر بثمن.

ولأن التجربة الناجحة تبدأ من الجذور، فإنني أقترح أن يتم تعميم هذا القرار ليشمل مراحل التعليم كافة ان امكن ، بدءًا من الابتدائية وحتى الثانوية. فزرع قيم الانضباط والمساواة في سن مبكرة، هو الاستثمار الحقيقي في بناء أجيال متزنة، قادرة على تحمّل المسؤولية، ومهيأة للانتقال إلى الحياة الجامعية والمهنية بسلاسة ووعي بعيداُ عن العقد النفسية والفوارق الاخرى .

إننا نؤمن أن القرار جاء في وقته المناسب، ليعيد للزيّ معناه الحقيقي كعنوان للانضباط، لا قيدًا على الحريات. ومن هنا، فإننا نُثني على وزارة التعليم العالي لقدرتها في اتخاذ قرار قد يبدو شكليًا للوهلة الأولى، لكنه يحمل في طياته بُعدًا تربويًا، وأثرًا أمنيًا، وهدفًا اجتماعيًا نبيلًا.

فلنكن جميعًا شركاء في غرس هذا التوجّه، ولنبدأ أولًا بتعديل النظرة إلى الزي الموحد، من كونه مجرد قماش، إلى كونه قيمة، ووسيلة للتربية والاحتواء، قبل أن يكون أداة ضبط وتنظيم.



NameEmailMessage