🖊️ عمر الناصر
هذا المقال يبين بأسلوب سياسي ساخر مفردة “المواطن الكلب” كونها ليست مصطلح قانوني أو سياسي رسمي، بل هو تعبير ساخر أو رمزي يَستخدمهُ فلاسفة الأدب أو النقد الاجتماعي والسياسي، وهنا لا يقصد به قطعاً المقارنة والتشبيه او التقليل او الاهانة والسخرية من قدسية الانسان الذي خلقه الله باحسن تكوين ، بل هو تعبير وتوصيف مجازي لجزء من المجتمع يتم تشبيهه "بالمواطن الذي فقد كرامته أو صوته أو حقوقه" داخل نظام ظالم أو فاسد حتى أصبح يُعامَل ككائن تابع لا كانسان حُر. وبمعنى ادق هو المواطن الذي يطيع السلطة طاعة عمياء حتى لو كانت فاسدة، أو الذي يُدافع عن جلاده طمعاً بمصلحة أو خوف من العقاب، أو الذي استسلم وانحنى للذل وتقبل فكرة العيش دون كرامة أو حرية مغيب مغسول العقل مُنقاد وكأنما تم تنويمه مغناطيسياً، يعود أصل استخدام هذه المفردة في مواضيع التعبير داخل السياقات الأدبية والنقدية مثل مؤلفات "جورج أورويل" في مزرعة الحيوان أو في بعض المقالات السياسية الساخرة التي تنتقد "الأنظمة الاستبدادية" لاجل تحويل شعوبها إلى أدوات أو “كلاب طاعة”.
بمعنى ادق هو نتاج نظام سياسي يُهين الإنسان ويُجرّده من إنسانيته بصورة مهينة ، وفي النظم الاستبدادية التي تُغتال فيها الكرامة قبل أن تُغتال الحرية، ويولد هذا المفهوم هذا اليوم لكي يترجم ذلك النموذج البائس من حياة الإنسان المظلمة الذي تم ترويضه ليعيش في حدود معينة من الخوف والطاعة العمياء لا تسمح له ان يسأل وليس له الحق ان يحتج، بل بات يُبرر كل ما يُفرض عليه من ظلم واستبداد وكأنّ الذُل " قدر مقدس" يعتاش عليه كما في عصر العبودية قبل الاسلام ، وهذا ينسجم كليا ضمن قائمة طويلة مما جاء به " نعوم تشومسكي " في استراتيجياته العشرة بتعامل الحكومات مع مجتمعاتها بوسائل وادوات نوعية " لتدجين الشعوب "، وحتى الفساد الذي حوّل المواطن من صاحب حقّ إلى تابع يلهث خلف فتات الامتيازات المؤقتة في مثل هذه المجتمعات، لتتحول الوطنية إلى ولاءٍ أعمى، والمواطنة إلى عبودية طوعية حتى يغدو “المواطن الكلب” أكثر إخلاصًا لجلاده من إخلاصه لوطنه فيحرس الفساد ويهاجم الشرفاء دون ان يرتد له جفن.
انتهى //
خارج النص // أخطر ما في هذا النموذج ليس وجوده بل انتشاره كقيمة اجتماعية تُكافئ بالترقي والتقريب، بينما يُحارب أصحاب الكلمة الحرة لأنهم يرفضون النباح في طوابير السلطة.