JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Home

من المسؤول ...


 جمعه الحمداني...

تعيش المدارس العراقية اليوم واقعا مأساويا يعكس حجم الإهمال الحكومي والتضارب السياسي...

 الذي انعكس بشكل مباشر على مستقبل الأجيال القادمة ...

فبين نقص الأبنية المدرسية وازدحام الصفوف وتردي الخدمات التربوية والتعليمية أصبح الطالب العراقي الضحية الأولى...

 لسياسات متراكمة لم تستطع الحكومات المتعاقبة معالجتها بصورة جذرية فمدارس الطين لا تزال قائمة في عدد كبير من المحافظات والدوام الثلاثي...

 بات مشهدا مألوفا نتيجة النقص الحاد في الأبنية والتوسع السكاني الذي لم ترافقه خطط تنموية واضحة...

 أما المناهج فهي الأخرى أصبحت مثقلة بالتكرار والقدم دون تطوير يواكب المتغيرات العلمية والتكنولوجية الحديثة في وقت يعيش فيه العالم سباقا نحو التعليم الرقمي والتفاعلي...

ويشير مختصون في الشأن التربوي إلى أن تداخل الصلاحيات بين وزارة التربية والحكومات المحلية وضع التعليم في دائرة التجاذب السياسي فأصبح التعيين في المؤسسات التربوية يخضع للمحاصصة الحزبية...

 أكثر مما يخضع لمعايير الكفاءة والمهنية ...

فيما تتوزع الموازنات المالية وفق الولاءات لا وفق الحاجة الفعلية للمدارس ...

مما تسبب بحرمان مناطق واسعة من أبسط المستلزمات الأساسية مثل المقاعد والسبورات والمختبرات العلمية...

ويحمل أولياء الأمور الحكومة المركزية المسؤولية الكاملة عن انهيار المنظومة التعليمية كونها لم تضع خططا إستراتيجية طويلة الأمد للنهوض بالقطاع التربوي...

 ولم تخصص ميزانيات كافية تتناسب مع أهمية التعليم في بناء الدولة الحديثة ...

بينما يرى آخرون أن مجلس النواب هو الآخر يتحمل جزءا ...

من هذا التراجع لأنه لم يمارس دوره الرقابي الحقيقي على أداء وزارة التربية...

 ولم يحاسب المقصرين الذين تسببوا بإهدار مليارات الدنانير دون أن يظهر أثر ملموس على أرض الواقع...

أما الطلبة فهم بين معاناة المباني المتهالكة وشح القرطاسية وضعف المناهج...

 وغياب الأنشطة اللاصفية التي تشكل جزءا من تكوينهم النفسي والثقافي والاجتماعي...

 وفي الوقت الذي يطالب فيه المعلمون بتحسين رواتبهم وظروفهم المعيشية ...

نجد أن بعضهم مضطر للعمل في أكثر من مدرسة لسد احتياجاته...

 مما ينعكس سلبا على عطائه داخل الصف...

ويبقى السؤال مفتوحا من المسؤول الحقيقي عن تردي أوضاع مدارس العراق ...

هل هو الإهمال الحكومي أم الصراع السياسي أم الاثنين معا فالمحصلة واحدة...

 جيل يواجه مستقبلا غامضا وسط وعود لا تتحقق وخطط تبقى حبرا على ورق...

 فيما يحتاج العراق اليوم إلى ثورة تعليمية حقيقية تنقذ ما تبقى من هيبة المدرسة العراقية التي كانت يوما مثالا يحتذى في المنطقة...

NameEmailMessage