محمود الهاشمي
١٧-١١-٢٠٢٥
منذ العام ٢٠١٤ فقدت الانتخابات التشريعية بالعراق معاني اجرائها ،حيث ان الشعب العراقي يذهب ويشارك بالانتخابات ويدلي بصوته من اجل انتاج حكومة قوية تدعم تطلعاته وتحافظ على سيادة البلد ..
بعد الانتهاء من الانتخابات ومافيها من معانات وتداعيات وانفاق الاموال ،تتصادم ارادات الكتل السياسية ومعها التدخلات الخارجية ليجد العراقيون انفسهم امام رئيس مجلس وزراء ليس في البال والحسبان ،اما انه لم يشارك بالترشيح للانتخابات او شارك ولم تنتخبه حتى اسرته او حصل على مقعد واحد .!
وما ان يحط رجله بركب المنصب حتى يجافي ويخاصم الذين اختاروه ويشرع بالتخطيط لمشروع سياسي مستفيدا من امتيازات الدولة
والدعم الخارجي ليجدوه في الانتخابات المقبلة متسيدا عليهم بالارقام ،فيما تبقى تداعيات انحرافه عن جادة
البرنامج الذي الزموه به مشكلة اخرى ..
في الانتخابات الاخيرة التي جرت في تشرين (٢٠٢٥)
ومارافقها من تحشيد كبير خشية ذهاب حقوق المكون الاكبر ،وكذلك الخشية من التدخلات الخارجية وخاصة
الاميركية ،فجاءت النتائج تثلج القلوب خاصة بحصول قوى المقاومة مقاعد متميزة بالعدد بهذه الدورة.
نحن نعلم ان شخصيات جهزت نفسها لتكون مرشح (تسوية )على منصب رئاسة الوزراء قبل اجراء الانتخابات فغطوا وسائل الاعلام بخطابهم
المليء بالضبابية وعدم الوضوح كي يناسب جميع المقاسات ،ومن حقهم ان يطمعوا بمنصب رئاسة الوزراء
لانهم يعلمون ان قيادات الشيعة جاهزون للخلافات والصراعات فيما بينهم وان يخسروا جميعا على ان لايكون
المنصب لاحد منهم ..
نحن كشعب نعتقد ان هذه (خدعة )ان تظهر اسماء وعناوين مهمة اثناء الترشح للانتخابات وتشارك الناس
لاختيار احدهم ثم ليجدوا
شخصية اخرى لاعلاقة لها بصوت المواطن وخياره زعيما عليهم ..
الان يتم تداول اسماء (تسوية )للترشح لمنصب رئاسة الوزراء ،وهؤلاء جميعا لايصلحون لهذا المنصب ،واذا تم الاتفاق على احدهم فسوف
نعود ل(نفس الطاسة والحمام )وسرعان ما يجلس
مرشح (التسوية )على عرش المنصب مزودا بكل اسلحة المنصب وامتيازاته حتى يبدأ بالتخلي عن (الصورة والاطار )
فماعاد يحتاج لهم وهم (شتات ).
نحن نعلم ان الاطار التنسيقي اذا بقي بنفس (خلافاته)لن ينتج لنا حكومة قوية ،وفيهم من هو جاهز لرفع منسوب الخلاف والتصادمات .
المشكلة ايضا ان فقدان الرمزية بين كتل الاطار تجعل كل قيادي فيهم يرى نفسه زعيما ولايريد للاخر ان يتقدم عليه .
المشكلة الثانية اذا تم ترشيح شخصية محسوبة على احد كتل الاطار فانه سيدخل في دائرة (الحسد)لان كتلته ستحصل على غنائم المنصب
والتحضير للانتخابات المقبلة .
ثقوا ان هناك شخصيات داخل كتل الاطار تعمل دائما على صناعة حكومات (ضعيفة)ليتسنى لها اختراقها والحصول على الامتيازات دون ان تكون بالواجهة .
هناك من سيحاول ان يخيف كتل الاطار من الموقف الاميركي والخشية ان لاتتعاون معهم اداراتها ،وهذا الامر غير صحيح -تماما-لان الدوائر الخارجية تتعامل مع (واقع الحال )وصلابة الموقف وان اميركا في حال غير حالها الاول تبحث عمن يعقد معها الصفقات .
اقول ان هذه (الدورة )تحتاج الى شخصية قيادية له خبرة في الادارة والسياسة يتحمل المسؤولية لاعادة العملية السياسية الى سكتها الصحيحة ،وان ياخذ بنظر الاعتبار تركات الحكومات السابقة والواقع الحالي للبلد والتحديات الاقليمية والدولية
وان يكون صديقا للجميع وان يكون ممثلا للاطار التنسيقي الذي رشحه للمنصب ويعمل
كونه رئيسا للعراق وليس لمنطقة دون اخرى ..
اذا ورطنا الاطار التنسيقي بمرشح (تسوية )فكانما (ياابو زيد ماغزيت )وحتما فان المرجعية التي لولاها ماانتصرنا بهذه الانتخابات ستصاب بخيبة كبيرة مثلما هم العراقيون جميعا .
سوف يعمل احد اطراف الاطار على الدعوة الى (الطاولات)والولائم والصور والمشاهد والمصطلحات الجديدة فيما النتيجة (واحدة ) بان نتفاجأ بمرشح
من كوكب اخر بدعوى (الاخذ بنظر الاعتبار ضغط الارادات الخارجية )..
منصب رئيس مجلس الوزراء اخطر المناصب لانه قائد عام للقوات المسلحة وله تاثير على كافة مفاصل الدولة .
ان من خانكم مرة سيخونكم مرات ..اذا غير خطابه ليبدو حملا فمازال (ذئباً)..
اذا خسرنا هذا المنصب في هذه الدورة فان البلد ذاهب الى منزلقات كبيرة لتغيير هويته ..
لانقبل الاعذار فقد مللنا تكرارها والسلام .
