محمود الهاشمي
مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية
١٤-١١-٢٠٢٥
١-وفقا للعرف السياسي الذي رافق العملية السياسية بالعراق بعد عام ٢٠٠٣ فان منصب رئيس مجلس الوزراء
من نصيب المكون (الشيعي )
كونهم المكون الاكبر .
٢-وفقا لمنهج النقاط التي درج عليها تقسيم المناصب فان منصب رئاسة مجلس الوزراء هو الرقم الاكبر الذي يحرم الكتلة من جميع الامتيازات الاخرى لما للمنصب من صلاحيات واسعة ،لذا فمن الضروري مراعاة ضوابط كثيرة
في ترشيح من هو كفء له .
٣-منذ عام٢٠١٤ فقَدَ المكون الشيعي القدرة على ترشيح
شخصية سياسية مناسبة لمنصب رئيس مجلس الوزراء حيث حصل نوري المالكي على ٧٥٠ الف صوت فازيح وجيء
بالاقل اصواتا الدكتور حيدر العبادي في تلك الانتخابات ،ثم جيء بالسيد عادل عبد المهدي وبعده بالسيد مصطفى الكاظمي واخيرا بالسيد محمد شياع السوداني،وهذا امر لابد من التوقف عنده كثيرا .
٤-ان سبب عدم قدرة المكون الشيعي بكل عناوينه السياسية
اختيار رئيس مجلس وزراء مناسب رغم انه من نصيبهم
لكثرة التقاطعات والصراعات التي تحدث بين كتله والانتهاء بالذهاب الى (التسويات )للمجيء بشخصية اخرى .
٥-ان السبب الرئيسي لخسارة منصب رئيس مجلس الوزراء
من قبل المكون الشيعي رغم حصوله على اعلى الاصوات يعود الى ان كل حزب يرى بنفسه اولى بالحصول على المنصب اولا وثانيا الخشية ان يستفيد ذلك الحزب من
المنصب لتسويق نفسه
والحصول على المزيد من الامتيازات وتهميش الاخرين .
٦-اذا فشل الاطار التنسيقي
في هذه الدورة من ترشيح شخصية مناسبة لرئاسة مجلس الوزراء فسيصاب العراقيون بخيبة كبيرة حيث هذه الانتخابات كان فيها للمؤسسة الدينية الاثر الكبير
في حث المواطنين للمشاركة
وكذلك للمؤسسات الاعلامية
وعندها (سيغسلون ايديهم) من الطبقة السياسية الشيعية بالتمام .
٧-الاطار التنسيقي عليه من الان ان يكون ممثلا لمكونه اولا وللعراقيين عموما وان يدرك حجم المخاطر التي يمر بها العراق والمنطقة والعالم .
٨-اجتماع الاطار التنسيقي قبل وبعد الانتخابات انتج لنا لجنتين الاولى تعنى بانتاج الية لترشيح منصب رئيس مجلس الوزراء والثانية لجنة للتفاهمات مع الكتل الاخرى وهي خطوة جيدة .
٩-الخطأ الكبير الذي ارتكبه الاطار التنسيقي انه بعد مشقة الانتهاء من ترشيح شخصية لرئاسة الوزراء والحصول على امتيازات الوزارات يتركون رئيس الوزراء -تماما- دون ادنى تواصل مباشر معه فيجد اولا هو صعوبة في التواصل معهم لكثرة عدد كتلهم واحزابهم وشخصياتهم وثانيا عدم قدرة الاطار من صناعة لجنة منبثقة عنه للتواصل مع
رئيس الوزراء.
١٠-ان فقدان التواصل مع رئيس الوزراء ومراقبة ادائه
يجعله يقع في محذورين الاول
كثرة الاجتهاد الذي يدفع به احيانا لمواقف سياسية وعلاقات خارجية (خطيرة )وكذلك الى اخطاء داخلية في البرامج والاولويات وغيرها .
١١-ان منصب رئيس مجلس الوزراء فيه من الامتيازات والصلاحيات الواسعة مايجعل
من يتسنمه (احيانا )يشعر بعدم الحاجة الى طبقة السياسيين فيغيب المشروع السياسي ويبدأ عمله للاستفادة من المنصب للترويج لنفسه ولمشروعه السياسي (الخاص)دون التَذكّر
انه جاء بسبب (التسوية )وانه لم يمتلك يومها من المقاعد والارقام مايؤهله لهذا المنصب
ليتحول الى (مشكلة )لاحقا على الجهة التي رشحته .
١٢-ان قفز شخصية مرشح (التسوية )على ثوابت الجهة التي رشحته ،جعلها تهاجمه بقسوة وتبحث عن سبل الاطاحة به وبذا فقدنا اهمية المنصب ومشروع الانتخابات ايضا .
١٣-مشكلة قادة الاطار التنسيقي انهم لايؤمنون ب(المشورة )او الاستفادة من الخبراء والمفكرين واصحاب الراي ولم يستطيعوا حتى الان ان ينشئوا مركزا للدراسات يضم الطاقات المبدعة للاستفادة من خبراتهم وارائهم وان مالديهم مجرد عناوين فقط .
١٤-هناك دعوات سابقة بتحويل الكتل السياسية (الشيعية )والاحزاب وماتضم من شخصيات الى (مؤسسة )تضم دوائر ومكاتب وورش ومراكز دراسات لتطوير
اداء الطبقة السياسية ومن يلتحق بركبهم وبذا فانت امام مؤسسة وليس امام كتل متشظية ،نتمنى ان يعاد التفكير بهذا المشروع .
١٥-مشكلة الطبقة السياسية (الشيعية)ليس فيهم رمز سياسي تتحلق من حوله الكتل والاحزاب والشخصيات وكل يرى في حزبه وكتلته وشخصياته على انها كيان لايحتاج الى رمزية الاخرين
وهذه (مشكلة )يصعب حلها ،
والذي يريد التفاهم مع الطبقة السياسية (الشيعية )عليه ان يطرق ابوابهم جميعا صغارا وكبارا وينتهي الى فقدان البوصلة وضياع الهوية ..
لاشك هذا ينطبق على الكتل السنية ايضا ،اما الاكراد فأهون .
١٦-الطبقة السياسية (الشيعية )هي من تاتي برئيس وزراء بعد خصومات وجدالات فيما بينهم ،ثم لتبدأ معاناتهم من ادائه ،ومع انتهاء عمله تبدأ مشكلة فتح الملفات عليه ليتحول الى (متهم ).!
١٧-قد يتصور البعض ان الولايات المتحدة فيها حزبان يتداولان السلطة منذ التاسيس
وهذا ماسهل عليهم ادارة بلدهم ،والحقيقة ان لكلا الحزبين احزاب بالداخل واسماء وعناوين بين معارض ويميني ويساري وهذا متطرف وذلك نصف متطرف الخ
وبينهم خلافات ومشاكل ولكن وعاء الحزبين اشتمل على كل العناوين ،وبذا فان الاطار التنسيقي بإمكانه الاشتمال على جميع كتله واحزابه وشخصياته بما في ذلك الشخصيات المؤمنة برسالته والاحزاب التي لم توفق بالحصول على مقاعد بهذه الدورة والاستفادة من خبراتهم وغيرها .
١٨-الاطار التنسيقي لدى اغلب كتله وسائل اعلام ،وهذه الوسائل تعكس خلافاته وفقا لكل مرحلة اولا وثانيا ان هذه الوسائل لاتروج للاطار بشكله العام انما تروج وتختص بالكتلة ايضا ليبدوا شتاتا ودون هوية ،وهذا يقضي الاتفاق على برنامج اعلامي موحد .
١٩-ماهو مهم ان يؤمن الاطار التنسيقي انه ليس ممثلا عن (الشيعة )فقط انما ممثلا لكل العراقيين ،وليس من الصلاح ان تترك المناطق والمكونات الاخرى الى كتل سياسية تعبث بمقدراتها وكانهم ليسوا عراقيين ويستحقون الاهتمام
٢٠-على الاطار التنسيقي وخلال عمله ان يتفاعل مع محيطه
السني بالشكل الذي تتشكل له علاقات وصداقات وتفاهمات
وان لاتقتصر زعامات هذه المناطق على شخصيات مأزومة وناقمة لاتتفهم مصالح مناطقها ولامصالح البلد .
٢١-الانتخابات انتهت وانتهى معها الاعلام الخاص بالتعبئة لذا من الضروري البدء بمرحلة جديدةبعيدة عن الطائفية والعرقية ولا روح الثأر
على من عزف او دعى للعزوف عن الانتخابات مادامت المرحلة مرت بسلام ودون عنف يذكر
فالبلد بحاجة لتفهم ازماته ومستقبله ..
٢٢-الالية التي سيستخدمها
الاطار التنسيقي في الترشيح
لمنصب رئاسة الوزراء والمناصب الاخرى (الاوزان الانتخابية )بمعنى ان وزنك الانتخابي هو من يمثلك بالتفاوض ،وهي عملية رياضية
معقدة ولكن يبدو لاسبيل سواه،وسوف يتم ترشيح اسماء من قبل الكتل لمنصب رئاسة مجلس الوزراء ثم يبدأ التصويت عليهم وهذه العملية رغم انها تحل اشكالا لكنها غير مقبولة في العرف السياسي بصناعة الحكومات القوية لان هناك اسماء مطروحة قد تصلح لادارة وزارة ولكن منصب رئيس مجلس الوزراء يحتاج شخصية يمتلك رؤية سياسية لادارة البلد وليس ادارية فقط ،كون الدستور يؤكد ان رئيس مجلس الوزراء هو من يخطط للسياسات الدولية والاستراتيجية .
٢٣-هذه الدورة التشريعية حصلت فيها فصائل المقاومة على اكثر من (٨٥)مقعدا ،وهذا مؤشر ايجابي ونصر كبير خاصة وان المرشحين عناصر فاعلة
لذا يتوجب من جميع الاطراف في الاطار تفهم هذه المعادلة وكذلك ان يتفهم نواب المقاومة انهم جزء من كل ،ومثلما نجحوا في ميادين القتال ان ينجحوا في ميادين السياسة .
٢٤-بعض الشخصيات المشاركة في الانتخابات من الكتل الشيعية وحصولها على مقاعد ستستخدم ورقة عدد مقاعدها في الحصول على
امتيازات اكبر من اوزانها للانضمام الى الاطار التنسيقي
وهذه (مشكلة )طالما رافقت
اداء الاطار ،نتمنى التعامل معها
بحرفية وبشفافية حتى نتفهم المواقف ونقول كلمتنا فيهم .
٢٥-ثوابت الشعب العراقي معلومة ولن يقبلوا تجاوزها والقفز عليها :-
-الشفافية في الاداء
- سيادة البلد .
-القضاء على البطالة
-تقديم الخدمات
-الحشد الشعبي والمقاومة لاجدال ولاسجال فيها كونها عنوانا للكرامة وعزة البلد ،ولافصل بينها وبين بقية قواتنا الامنية .
-القضية الفسطينية قضية الامة والدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة في التحرر والعودة لارضه كريما عزيزا واجب ديني ووطني واخلاقي ،وان العراق جزء من محور المقاومة .
٢٦-العلاقة مع الجارة ايران تعني التاريخ والدين والمصير المشترك .
٢٧- العلاقة مع الولايات المتحدة يحددها خروج اخر جندي اميركي من ارض العراق ،مهما تغيرت الاسماء والمهام والعناوين .
٢٨-لانقبل النقاش بسلاح الحشد والمقاومة من اية جهة خارجية مهما قربت او بعدت لانه قرار عراقي ،وان هذا السلاح كان ومازال رمزا للمقاومة والدفاع عن سيادة العراق وكرامة شعبه .
٢٩-اذا بقيت وزارة الخارجية العراقية بهذا الشكل منفصلة عن برنامج الدولة فليس لنا ان نتصور ستكون لنا علاقات خارجية ناجحة قط .
٢٩-المرجعية الدينية صمام الامان .
٣٠-رئيس الوزراء المقبل اذا لم تكن تتوفر له خصلتان فسيفشل في الاداء ايضا الاولى ان يتفهم ان الذي رشحه هو الاطار التنسيقي وان اي جهة اخرى لن تستطيع ان تحميه
ان اراد الشطط فعليه ان يكون في تواصل معهم ،والثاني ان يكون شجاعا صبورا متفهما لجميع الوقائع الداخلية والخارجية وانه لم يات لارضاء طبقة السياسيين فقط بل لرضا الشعب .
٣١-المرحلة التي يمر بها العراق افضل من غيره من الدول ،حيث اسعار النفط وحيث تاكل الحضارة الغربية
وصعود قطبية جديدة وهذه تحتاج الى تفهم .
