JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Home

المرأة العراقية بين تشريعات الحماية وواقع التحديات

 


في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة _ كتبت استبرق جودة 

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أجد نفسي أقف وأسأل بصوت يشبه صوت كل امرأة عراقية بصوتٍ يحمل تاريخًا طويلًا من الصبر والمواجهة هل نحن حقًا في مأمن؟ وهل القوانين التي شُرّعت تكفينا لنمضي إلى مستقبلٍ أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أننا ما زلنا نقف في منتصف الطريق ننتظر حمايةً تليق بنا وبكرامتنا وتضمن لنا حقًا بسيطًا ومقدسًا هو أن نعيش بلا خوف؟

المرأة العراقية ومنذ سنوات ليست قليلة تعيش في قلب معركة مزدوجة معركة ضد العنف بكل أشكاله ومعركة أخرى لتثبيت وجودها داخل القانون وفي المجتمع والدولة هي امرأة تحارب لتُرى وتُحترم وتُصان حقوقها وفي الوقت ذاته تحاول أن تحمي نفسها من منظومة اجتماعية لا تزال تتسامح مع العنف أحيانًا وتبرره أحيانًا أخرى ورغم الجهود التي بُذلت ورغم الأصوات التي ارتفعت دفاعًا عنها يبقى السؤال معلقًا: إلى أين تمضي المرأة العراقية داخل هذه المنظومة القانونية؟ وهل الطريق فعلاً مفتوح أمامها أم مليء بالثغرات؟

لا يمكن إنكار أن العراق شهد في السنوات الأخيرة حراكًا قانونيًا ومجتمعيًا مهمًا قوانين وُضعت ولجان شُكلت وبرامج توعية أطلقت ومؤسسات تعمل بجد للدفاع عن المرأة وحمايتها ولكن الحقيقة التي لا يجب تجاهلها هي أن الكثير من النساء ما زلن يواجهن العنف داخل بيوتهن وفي أماكن العمل وفي الشارع وحتى في الفضاء الرقمي وما زالت هناك ثغرات في التطبيق وضعف في الإرادة وأحيانًا غياب للتنسيق بين المؤسسات مما يسمح للعنف أن يجد منفذًا ليعود من جديد وكأن شيئًا لم يتغير

أكتب هذا لأنني أؤمن أن التشريع وحده لا يكفي وأن وجود قانون بلا تطبيق فعّال لا يحمي امرأة ولا يمنع عنفًا وأن أي منظومة قانونية مهما كانت متقدمة تبقى ناقصة ما لم يرافقها وعي مجتمعي يرفض العنف بشكل قاطع ويفضحه ولا يبرره ولا يحمّله للضحية نحتاج إلى بيئة تحمي المرأة قبل أن تصبح خبرًا مؤلمًا في نشرات الأخبار نحتاج إلى مراكز إيواء مؤهلة خطوط ساخنة تعمل بجد أجهزة تحقيق مدربة ومحاكم مختصة وإجراءات تجعل المرأة تشعر بالأمان لحظة تقديم شكوى وليس الخوف من العواقب

وفي هذا اليوم العالمي أكرر قناعتي بأن المرأة العراقية تستحق أكثر تستحق منظومة قانونية حقيقية تضع سلامتها أولًا لا تساوم على حقوقها ولا تُسكت صوتها ولا تتركها تواجه مصيرها وحدها تستحق وطنًا تشعر فيه بالأمان داخل بيتها وفي شارعها وفي عملها تستحق أن تمضي في حياتها بثقة وأن تُحترم خياراتها وتُصان كرامتها بالقانون وبالتطبيق وبثقافة المجتمع معًا

إن مناهضة العنف ضد المرأة ليست مناسبة عابرة إنها معركة وعي وتغيير وعدالة وهي مسؤولية دولة ومجتمع وكل فرد يؤمن بأن الكرامة ليست امتيازًا بل حقًا لا يمكن التنازل عنه



NameEmailMessage