🖊️ عمر الناصر
تناولت مصطلح “حراس المذهب” ليس كتوصيف طائفي بل لعنوان "الوظيفة السياسية" حالها حال اي وصف اخر بمعناه الشعبي والاكاديمي وليس الفقهي ، في لحظة دراماتيكية جديدة على الساحة العراقية ، برز اسم مارك سافايا مبعوثاً خاصاً في العراق، والذي يتوقع البعض بأن هذه المهمة ستنتهي بحركة "صامتة خاطفة" وبصورة مفاجأة دون ضجيج اعلامي مسبق، على غرار مهمة التسعين يوم للمبعوث الامريكي "جي غارنر" بعد عام ٢٠٠٣ لكي يتم تفسيره لنا كأن الادارة الامريكية كانت بحاجة "لنفر سياسي عوازة" يرافق العملية الانتخابية لجانب السفراء والبعثات الدبلوماسية المتواجدين وقتها، كجزء من ( الخطة A ) التي تعد تمهيد ( للخطة B ) ولعبة تأمين المصالح وتوازن القوى الاقليمية في الشرق الاوسط ، خصوصاً ان هذا التعيين اثار موجة من التساؤلات حول نيّة واشنطن المبيتة، وحقيقة إعادة التموضع الأميركي في المنطقة بعد سنوات طويلة من التوتر ، لكن ما يكشفه هذا التعيين هو توسيع دائرة الصراع بين نفوذ محور المقاومة، والرغبة الأميركية في استعادة المكانة استراتيجية لها.
مارك سافايا ليس دبلوماسي كلاسيكي بل هو رجل أعمال من أصول عراقية كلدانية، ترعرع في ولاية ميشيغان الأميركية، وأسس شركة ناجحة في قطاع الماريجوانا (القنب الطبي)، هذا السجل المهني أتاح له موارد مالية وشبكة علاقات من جهات متعددة، وبنفس الوقت أثار انتقادات حادة خصوصًا أن نشاطه في القنب يتعارض مع التشريعات العراقية والقوانين الصارمة، وبين من يرون أن خلفياته غير تقليدية لمهمة سياسية بهذا الثقل والحجم ، من جهة أخرى وصفه ترامب بأن “له فهم عميق للعلاقة بين الولايات المتحدة والعراق” وذو روابط إقليمية جيدة، اعتقد ان هذه المهمة صعبة في بلد “السيادة الهشة ” فمنذ دخوله الساحة العراقية، لم يتردد في توجيه رسائل نارية منها لا مكان للفصائل خارج إطار الدولة، وضرورة استعادة السيادة العراقية، مما يجعل المراقبين بين من يتساءل اين كانت الادارة الامريكية الموقعة على اتفاقية الاطار الاستراتيجي عندما كانت الاجواء العراقية تسرح وتمرح فيها الخروقات الاقليمية في الحرب الاخيرة بين اسرائيل وايران ؟ وبين رؤية " حُرّاسْ المَذهَبْ " بتمسكهم المشروع بحق الدفاع عن المكتسبات والتضحيات التي قُدمت في تحرير ثلث العراق من براثن الارهاب، خصوصاً بأنها تواكب اي ديناميكية وتكتيك جديد يطرأ على الساحة ، واصبحت لديها قواعد شعبية تقوي من تأثير نفوذها بطريقة ديموقراطية ذكية داخل البرلمان تقطع الطريق على العم سام ، فالمخاطر تزايدت والمهمة اصبحت اكثر صعوبة في انهاء هذا الملف الشائك الذي قد يواجه بمقاومة داخلية عنيفة كونه يعتبر تهديد وجودي واضح، سيما بعد ان اصبحت الفصائل تحظى بدعم شعبي محلي داخل مجلس النواب كونهم دخلوا البرلمان بطريقة سلمية شرعية ومنتخبة وفقاً للمعايير الدولية والقانونية المتبعة في مبدأ التداول السلمي للسلطة مما سيعقد الموضوع ويقلص فرص التهدئة مستقبلاً ، وفي نفس الوقت يرى فريق من الشارع بأن سافايا يفتقر للخبرة الدبلوماسية التقليدية ويخشون من ضعف فهمه للتعقيدات العراقية مما سيعمق الازمة ، خصوصاً ان الفصائل تعرف كيف تتعامل مع الجندي الأميركي ، لكنها قد تفتقر لكيفية التعامل مع رجل القُنب الذي يريد هدم نفوذها وكينونتها قبل نزع سلاحها.
انتهى //
خارج النص // هل سيكون المبعوث الأميركي بهذه الخلفيات جسراً نحو دولة مدنية ؟ أم أن صراعه مع “حراس المذهب” الذين يدافعون عن حقهم المشروع ببقاء الحاكمية الشيعية سيواجه بمقاومة عنيفة تعيد إنتاج منطق السلام ام القوة ؟
