اصبع على الجرح ..
بقلم .. منهل عبد الأمير المرشدي ..
من حلم الانتخابات وإكذوبة الديموقراطية الزائفة حروف تبحث عن فحواها وقصيدة نثرٍ تتلو مرثية وطن يحتضر بين انياب الشياطين ..
يا له من وطن مخلوق للحب والحياة والجمال فاختطفته ايادي اللصوص والمجرمين على انغام الهمج الرعاع فأرتاب الفقراء وغردت الطيورُ على أسوارِها لحنَ الوداع .. وطني العراق يا اعظم الاوطان .. ها هي الاشجار تنوح في ساحاتِك نَوح الفقيدِ في ليلةِ الرحيل وقد غدوت مثقلا بالهموم مكبلا بالقيود مستباحا من الغربان حرثا للعملاء والمنافقين والجبناء .. لست متشائما يا وطني لكنني أحس بٱهات كلّ زاويةٍ منك تصرخ باسمِ العدالة والحب الموئود والحلم المفقود
لكن صوتها يدفن تحت ضجيجِ العبيد وطبولِ الزيف وفرقعات اللاشيء .. عذرا إن تراكمت حروفي وتواترت حيثما خطها قلمي صرخة تحاكي البرق ونزيفا لا ينقطع تحت اصبع لا يكل ... لكنّ حروفي كانت ولا زالت تتساقط كالأوراق في خريفٍ لا يرحم . تتكسر على صخورِ الصمت وتضيع في دهاليزِ الخوف يُطالع المشهد من بلاد الغربة بعين دامعةٍ وقلبٍ عليل يترقب السراق يتربعون على الكراسي كأنها أضرحة للضمير وكهوف لموت الوجدان وكل ما يمت بصلة للإنسانية فيما يتوضّأ الفاسدون بالكذب ويصلّون في محرابِ النهب . عذرا ايها الوطن المتهوب فكلما حاولنا أن نمد حبال الحياة وجدنا انفسنا وحيدين غرباء مرفوضين منسيين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . من ذا الذي سرق منك دفء الحنان يا وطني؟ من لوث رافديك بالعهرِ والبهتان ؟ من اشاع فيك روح الخنوع وانت موطن العِزة والكبرياء ؟؟ من أباح للغربان أن يقيموا صلاة المنافقين في محرابك وقت ما شاءوا ؟ هو ذا صدى الأنين يعتريني ودموع الليل تحتويني وارياب الجهل يتوجون سلاطين وزعماء وقادة فيما تحارب العقول والكفاءات والعلماء حتى أمسى العلم جريمةٍ لا تغتفر والحر يكفن في نعوش الصمت .. أمسى الحق منبوذا وغريبا ومرفوضا بين ايادي جنود الشيطان ليتربع الباطل صدى الٱهات في ربيعٍ كاذب . عذرا وطني فقد كتبت الكثير من ايات الحداد على نعشك حتى ساعة الهجران والغربة لعل الحبر يصير دما ولعل الكلمة تصير صرخة ولعل الصدق ينهض من قبور الاموات وما اكثرهم . ما أقسى أن نكتب في زمن تباع فيه الحقيقة في سوق النخاسة بالمزاد . ما أوجع أن تنادي في عالم جل آذانه صماء . عذرا فما عاد في القلب متسع إلا للحبر والحزن . ما عاد في الوطن مكان للشرفاءِ إلا في السطور وجوائز اليانصيب مع جل احترامنا للصامتين خلف ابواب القناعة والتسليم والتقية ... لابد من نجمة في هذا الليلِ ترشد الحائرينَ إلى الفجر . نعم فنحن مؤمنون أنهم نالوا من جسد العراق وقطعوا اوصاله ونهبوا ثرواته لكنهم لم ينالوا من روحه العامرة وقلبه لم يزل حيا خافقا. .. نحن على ثقة أن التراب سيذكر من كتب لأجلِه ومن صرخ لأجله ومن عاش غريبا لأجله ولو بعد مئات الاعوامٍ من الغياب ، عذرا فنحن لا نرثي وطنا يحتضر بل نزرع في رمادِه بذرة امل قادمٍ من النقاء يبقى شاهدا على الخراب عاشقا للوطنِ رغم خيانتهِ من الأصنام والعبيد على حد سواء ..
