جمعه الحمداني
تتمدّد الأهوار كقصيدة خضراء كتبتها الطبيعة على مهل .
وتترك للعاشقين مجالا للتأمل .
في سكون الماء الذي يعكس وجه السماء .
وكأن الروح فيه تجد نفسها من جديد.
فهنا يختلط هواء الفجر برائحة القصب .
وتتداخل خطوات الزوارق الصغيرة مع نبض القرى.
التي ما زالت تحفظ إيقاعها القديم في هذا العالم الساحر.
تبدو الأهوار كأنها معشوقة أزلية.
يعرفها أبناؤها كما يعرفون وجوه أحبتهم.
وكل صباح فيها يشبه وعدا جديدا بالصفاء فالعاشق الذي يدخلها يترك.
قلبه عند أول ريشة لطير مهاجر .
وينسى صخَب المدن تحت ظل الجاموس المسترخي على ضفاف الماء.
وحين تنحني الشمس على صفحة الهور تتلمع الأمواج الخفيفة.
مثل حلى من تراث الزمن الجميل.
وكأنها تعلن أن هذا المكان ليس مجرد مساحة جغرافية.
بل حكاية عشق متجددة تعلّم الإنسان معنى البساطة والترف معا ففي بيوت القصب المنسوجة.
بحب تتجسد قصة أجيال حافظت على إرثها وفي صوت الملاح الذي يشق الهدوء بعوده ترتسم ذاكرة العراق.
بكل دفئها وحنينها وتبقى الأهوار بسهولها المائية وعطرها القديم.
ووجوه ناسها مرآة للجمال الذي لا يشيخ وملاذا للروح حين يثقلها الغياب ومرفأ للعاشق الذي يبحث عن معنى للحياة.
وسط ضياء الماء ودهشة المكان
فالاهوار هي رئة العراق وقلبه النابض فأهوارنا هي التراث الحقيقي لعالمنا الحاضر
فهل نستطيع حماية هذأ الارث الذي نسجناه من خيوط قلوبنا وشتلناه في ارض خصبة .
كي تنبت ارث حقيقي يتفاخر به الاجيال جيل بعد جيل .
فالدول تتباهي بارثها وماضيها فلم يبقى لنا سوى تلك البقعة الطيبة التي اصبحت جزء كبير منا

