JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Home

لماذا (العرب )دون مستوى القضية الفلسطينية ؟

محمود الهاشمي 

٣-١٢-٢٠٢٥

خاض العرب مع العدو الصهيوني (ثلاثة حروب)هي 

حرب عام ١٩٤٨-حرب عام ١٩٦٥-حرب عام ١٩٧٣) وجميع مدد هذه الحروب بالايام ،حيث تشتعل الساحة العربية بالتظاهرات والاناشيد والمسيرات والهتافات والاشعار التي تحرض الجيوش العربية على المزيد من القتال ثم فجأة تنتهي الحرب ،وبدلا من تحرير ارض فلسطين نفقد جزءً من اراضينا الفلسطينية والعربية ،ونعود نفاوض الصهاينة من اجل عودة  ولو جزء منها.

رغم كل الهزائم التي منيت بها الجيوش العربية ،لم تتوقف المقاومة الفلسطينية يوما 

ووقعت بين مذبحتين  الاولى  مذبحة العدو الصهيوني والثانية مذبحة الدول العربية 

حيث تنقض على المقاومة وعلى اسرهم وتفتك بهم كلما اختلفوا معهم او بتحريض خارجي .

العرب هم الوحيدون الذين لم يتفهموا (القضية الفلسطينية )رغم انها من المفروض قضيتهم الاولى ..ترى ماالسبب ؟

حين نعود الى الارث الثقافي والفكري والسياسي والعسكري للكتاب العرب بشان القضية الفلسطينية ،نجد انه سفر  يرقى الى مستوى (حمل سفينة )،حتى ان عددا كبيرا من الكتاب والادباء والشعراء وغيرهم اختصوا بهذا الضرب من الكتابة ،فهناك شعراء عرب وفلسطينيون وادباء وموسوعيون ووالخ ..

المشكلة ان (الارث الثقافي )للقضية الفلسطينية 

تغلب عليه (الهزيمة )و(جلد الذات العربية )وصولا الى الشعور (اننا امة لاتملك ان تقاتل في معارك خاسرة ).

اعذار (الهزيمة )عديدة وفي مقدمتها (اسرائيل مدعومة من امريكا ودول اوربا ) و(سلاحها متقدم على سلاح العرب )وايضا (خيانة الحكام العرب).!

فيما انخرطت الولايات المتحدة في دعم اسرائيل بكل ماتملك من مصادر القوة والقرار ،كان الاتحاد السوفيتي 

انذاك لايملك ذلك (الحماس)اتجاه القضية الفلسطينية ،وكان اول من اعترف ب(دولة اسرائيل )وظل موقفه مترددا حتى انهياره عام ١٩٩١،وكذلك فان الصين فيما بعد ، فضلت 

مصالحها الاقتصادية مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية،وحتى مواقفها في مجلس الامن ليس لنصرة فلسطين ولكن لتوازنات دولية لاغير ..

اذن (القضية الفلسطينية ) بقيت في مدى عمرها وصراعها مع العدو الصهيوني دون غطاء دولي ،بسبب هيمنة (الرواية الصهيونية )على العالم وغياب 

(رواية عربية فلسطينية )."مقابلة .

الدول العربية رغم تحررها من الاستعمار الاجنبي بعد الحرب العالمية الثانية ،وخروج المستعمرين الاجانب من اراضيها فشلت في ادارة نفسها 

فلم تستطع ان تنتج تجربة سياسية ناجحة ،رغم انها 

جربت احزابا دينية وقومية ومحلية وعالمية وظهرت رموز  

وطنية وقومية ودينية سرعان 

ماتحولت الى (حالة رومانسية )وغابت بغياب اصحابها مثل جمال عبد الناصر وهواري بومدين وعبد الكريم قاسم وغيرهم ..

لاشك فان اسرائيل ساعدت في افشال اي تجربة سياسية ناجحة مستفيدة من تعاون دول الغرب معها ..

دول الخليج العربي لم تدخل المعترك السياسي ولم تحاول دول الغرب او الاتحاد السوفيتي تغيير نظام الحكم فيها سوى دعم الاتحاد السوفيتي او الصين حركة تحرر ظفار في عمان في ستينيات القرن الماضي ،وايضا انتهت بسبب تكالب الجيوش والتآمر  عليها ..

التكلس في الانظمة الخليجية 

يصب لصالح دول الغرب لانه يبقي الدول مجرد عناوين دون جيوش او اسلحة ولاادارات امنية معقد ،مما جعل هذه الدول (دون قرار )الا وفق تطلعات الغرب بل الاستفادة من المال والاعلام الخليجي في 

تدمير القضية الفلسطينية ،ومن يعمل دون ذلك يكون مصيرة مصير الملك فيصل بن عبد العزيز  الذي بسبب مواقفه  ودعمه  للقضية الفلسطينية وقراره استخدام سلاح النفط عام 1973).

تم اغتياله .!

سهّلت هشاشة الاوضاع السياسية والاقتصادية في الدول العربية على اسرائيل ان تخترقها وان تتدخل في صناعة حكامها فافرغتها من اي موقف 

وقرار ،خاصة بعد سلسلة (التطبيع )الاخيرة التي شملت دولا مثل السودان والبحرين والامارات ،فباتت اسرائيل تمرق الى المساحات العربية عبر دولة الامارات العربية على سبيل المثال ..

أجملَ الكاتب والاعلامي الكويتي احمد الجار الله الموقف العربي (الخليجي )

ودول التطبيع بمقال في جريدة السياسة الكويتية 

قبل اسبوع من معركة طوفان الاقصى موجه الى ولي العهد السعودي عنوانه (محمد بن سلمان اعقلها وتوكل )يحث محمد بن سلمان الى الذهاب للتطبيع دون تردد ويذكره ان  

(ان القضية الفلسطينية لم تعد شأنا عربياً)بل (شان فلسطيني اسرائيلي )خاصة بعد اتفاقية اوسلو بين جبهة التحرير واسرائيل عام ١٩٩٣.

حين انطلقت معركة طوفان الاقصى في العاشر من شهر تشرين عام ٢٠٢٣ ،بين المقاومة الفلسطينية (حماس)وبين العدو الصهيوني ،تكون غزة قد دخلت في ست  معارك مع جيش الاحتلال الصهيوني ،كانت جميع مددها قليلة ،وخسائرها 

ايضا ،ثم تبدأ غزة باعادة الاعمار  ثانية .

بعد  سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007، أعلنت إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2007 غزة "كيانا معاديا"، وفي أكتوبر/تشرين الأول من السنة نفسها فرضت عليها حصارا شاملا.

كانت معركة (طوفان الاقصى)

هي الاكثر تنظيما ودقة وتحقيق الاهداف التي انطلقت منها ،وتفخر المقاومة بغزة (حماس)بانها هي من نفذتها بالتعاون مع الفصائل الاخرى بغزة ..

في الاشهر الاولى للمعركة كان الخطاب العربي عاليا ومؤكدا ان المعركة (رفعت القضية الفلسطينية من الرفوف وجعلتها محط انظار العالم ).

انها المرة الاولى  التي جاء فيها الاسناد من محاور مقاومة اخرى في لبنان والعراق وسوريا واليمن فكانت صدمة كبيرة للعدو الصهيوني الذي وجد نفسه يقاتل على سبع جبهات 

(كما يقول).

الامة الوحيدة التي تخلفت عن دعم (غزة)هم العرب واكتفوا بان قدموا مساعدات انسانية 

الى اهالي غزة وفق ماتسمح به 

(اسرائيل )وتعاملت  دول مثل مصر والاردن  مع ملف المعركة وفقا لضغوطات الداخل والهتاف (نجنب شعبنا المعركة )..


بعد سلسلة اغتيالات لقادة المقاومة في لبنان والهجوم على المباني الدبلوماسية الايرانية بسوريا ،والتغيير الذي حدث في سوريا بتخطيط 

اميركي تركي اسرائيلي خليجي

سوّقَ الاعلام الخليجي والصهيوني ومعهم الاعلام الغربي ان (المعركة انتهت )

وان على جميع محاور المقاومة تسليم سلاحهم الى 

العدو الصهيوني باعتباره هو من (انتصر )!

منذ انطلاق الثورة الاسلامية بايران عام ١٩٧٩ تكون القضية الفلسطينية من اولويات الثورة وقياداتها حيث تم تسليم مبنى السفارة الاسرائيلية في طهران الى جبهة التحرير الفلسطينية 

واستقبل ابو عمار ياسر عرفات 

بطهران كرمز للشعب الفلسطيني المقاوم .

رغم الظروف الصعبة التي رافقت الثورة الاسلامية بايران 

سواء على مستوى الداخل في الصراع مع بقايا النظام البائد او الحرب العراقية الايرانية التي امتدت لثمان سنوات ناهيك عن الاعلان عن مواجهة الاستكبار العالمي المتمثل باميركا والغرب الا ان ايران حافظت على موقفها الثابت بدعم القضية الفلسطينية واعتبار ان اسرائيل تمثل خطرا على الامة ولابد من زوالها.

لم يقف الدعم الايراني لفلسطين في حدود الاعلام او الدعم العام انما عملت ايران الى تطوير عمل المقاومة الاسلامية في لبنان واليمن ودول اخرى بالشكل الذي يؤهلها ان تواجه الالة العسكرية الصهيونية مثلما صنعت مقاومة عقائدية ترى في الدفاع عن فلسطين واجباً دينيا واخلاقيا وانسانيا  .

لم تخف ايران دعمها للمقاومة الاسلامية ودأبت ان تستقبل كبار قادة المقاومة على اراضيها فيما لم تخف قيادات المقاومة الاسلامية الدعم الايراني لها وتصرح به غالبا ،

اما الاعلام الغربي والخليجي 

فيذيّل  اي خبر عن فصيل للمقاومة بعبارة (المدعوم من ايران ..)

لاشك تحملت ايران وزر دعمها الدائم للمقاومة عبر سلسلة طويلة من العقوبات والحصار ،وفي الدخول بحروب 

مباشرة مع العدو الصهيون

واميركا ،ورأت ان التنازل عن المقاومة (خيانة )لمباديء وقيم الثورة الاسلامية ودفاعا عن العمق الاستراتيحي للثورة .

بالقدر الذي ترى فيه الدول العربية ان القضية الفلسطينية ملف معقد ويعرضها للمخاطر 

تراهن ايران على (الزمن )وترى ان (اسرائيل )ستزول في العشرين سنة المقبلة ،وان داعمها الاول (الولايات المتحدة )بدأت حضارتها بالتآكل وعليها ان تواصل الدعم للمقاومة وابعاد اميركا ودول الغرب عن منطقة غرب اسيا بالتمام .

ايران غير دولة تركيا بالتعامل مع القضية الفلسطينية حيث 

تتعامل تركيا مع هذه القضية بابراكماتية عالية وتحولها فرصة للاستفادة من الصراع الفلسطيني العربي ،حيث في اوج معركة (طوفان الاقصى )فان حركة التجارة مع العدو الصهيوني لم تتوقف ،كما تامرت على سوريا الاسد وقادت التغيير الاخير 

والاتيان بشخصيات متهمة بالارهاب بقيادة سوريا وكان اول تصريح لكبيرهم ابو محمد الجولاني (جئنا للقضاء على نفوذ ايران وحزب الله بسوريا )

وقال ايضا (لسنا في وارد حرب مع اسرائيل )فاستطاعت اسرائيل في ظل هذه التداعيات ان تبدأ بقضم ارض الجولان من سوريا .

في وقت تخلت الدول العربية عن دعم معركة طوفان الاقصى 

وساهمت في قتل وتجويع اهالي غزة ،وقف العالم الابعد مع الشعب الفلسطيني في حربه العادلة ضد العدو الصهيوني وذلك عبر التظاهرات والمسيرات واساطيل الدعم العالمي 

فيما كان لغزة وحربها ومعاناتها الاثر على جميع الانتخابات التي جرت في حميع بقاع الارض ،في الجانب  الاخر 

فان جميع القمم والمؤتمرات

التي عقدتها الدول العربية عبرت عن فشل الامة في ان تقول كلمتها في القضية الفلسطينية ،واكبر مطلب يتردد على لسان قادتها (حل الدولتين )وهو مطلب  يمنح العدو شرعية البقاء والوجود على ارض فلسطين المغتصبة ..

نختم ان القضية الفلسطينية مازالت اكبر من دوائر الحكم العربي ومن العقل العربي بشكل عام ،ونرى ان فلسطين سيحررها العالم الواعي والمتفهم لقضية شعبها 

سواء شارك العرب او لم يشاركوا لانها قضية انسانية 

وليست قضية الشعب العربي والفلسطيني لوحده .

 

NameEmailMessage