سامي التميمي
للأسف .. البعض من الكتاب والصحفيين والأعلاميين ، لديه خلل في تركيبته الثقافية والنفسية ، يحاول التنمر والأنتقاد من كل شئ ، وأن لم يجد شئ فقد ينتقد نفسه، أو يتنمر عليها ولكن بالسر ، هو فوضوي في كل شئ ، وليس بأمكانه الهدوء ، أو تقبل الناس بما فيهم من نقص أو خطأ ، يحاول أن يكون هو الملك أو الأمير ويحاسب الناس وينتقدهم .
برزت هذه الأيام ظاهرة غريبة عجيبة وغير مألوفة ، وهي أنتقاد وتسقيط الرموز الثقافية والدينية والأكاديمية والعلمية والرياضية ، في الصحافة والأعلام ، ممن يملكون بعض الشئ من الثقافة والعلم ولكنه لايملك الأخلاق ، وممن لايملكون الثقافة والعلم والأخلاق ، وتلك الطامة الكبرى .
العلم والثقافة والأخلاق ، ثلاثي لايمكن التخلي عنهما أبداً ، بمجرد نقص أحدهم ستجد الخلل واضح للعيان ولايحتاج الى تفسير .
فكثير من المثقفين والأكاديميين فشلوا وسقطوا عاجلاً أم أجلاً لعدم أمتلاكهم الأدب و الأخلاق .
الأخلاق والآداب معيار ثابت وقوي وراسخ في التفاوت بين الناس جميعاً وبين المسلمين خاصة، فالفرائض كلها تؤدى من قبل الكثير الكثير من المسلمين، فكيف يتفاوتون فيما بينهم؟ أليس بحسن أدبهم و خلقهم! فالشرع أقر بالأخلاق والآداب قبل طلب العلم، وكان وصف الناس للنبي محمد ص قبل الأسلام وبعده ( بالصادق الأمين ) ، وهذا هو الخُلق، فقالها صراحةَ واضحةَ مطلقة "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لأن مكارم الأخلاق تحتل المرتبة الكبرى من الدين، بل إن الدين كله .
يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه محمد ص : "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" وفي موضع آخر موضحاً باللين والاحتواء للصحابة في ظروف الانشقاق والتفرقة فيقول جلّ جلاله : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ". فلم يكن الشرط دائماً أنه ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فما لا يمكن تحقيقه بالقوة من الممكن تحقيقه بالأدب والثبات والشجاعة والودّ والتغافل..
من الضروري جدا ً أن يعي الأكاديمي والمثقف والأعلامي ورجل الدين والرياضي ، دوره في البناء الفكري والثقافي والأخلاقي للمجتمع ، وعدم مصادرة وبخس حقوق الآخرين الذين سبقوه أو في مرحلته ، فكلا منا له ظروفه وعلمه وثقافته ، فقد نتفاوت فيما بيننا ، وهذا طبيعي جداً ، ولكن ليس عيباً أو نقص ، المهم مانقدمة للمجتمع من خلاصة دراستنا وثقافتنا وفكرنا ، وبالتالي هي رسالة طيبة وجميلة، علينا أكمالها أو تطويرها وهذا الأفضل ، أما الأقصاء والتهميش والتنمر فهذه حالة مرفوضة وغير صحية ولاصحيحة .

