جمعه الحمداني..
يطل برأسه في الخطاب السياسي حين ترتفع حدة التحذيرات .
من انزلاق المنطقة إلى صراع تتداخل فيه القوى الدولية والإقليمية
ومع زيارة مبعوث ترامب وتصريحاته بأن إيران تحكم العراق.
وأن السوداني مقيد بشبكات قوية لايمكن قطع وثاقها بسهولة.
يعود الجدل حول حدود النفوذ الخارجي داخل بغداد .
وحول قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات مستقلة تعكس إرادة الدولة.
لا إرادات الآخرين فالمبعوث الأمريكي لم يخفف انتقاده لوضع العراق الحالي.
مشيرا إلى أن المشهد يبدو محكوما بتوازنات معقدة .
تجعل إدارة الدولة محاصرة بضغوط خارجية وثقل داخلي يتشابك فيه السياسي بالطائفي وبالاقتصادي.
الأمر الذي يعيد إلى الأذهان تجربة الانفلات التدريجي الذي عاشته دول البلقان.
قبل تفكك يوغوسلافيا حين تصارعت القوى الإقليمية والدولية على النفوذ .
وتركت الداخل يغلي بصراعات الهوية والخلافات الاقتصادية.
ويرى مراقبون أن العراق اليوم يقف على حافة اختبار صعب.
فالحكومة تحاول إثبات استقلاليتها لكنها تواجه واقعا تتراكم فيه القيود .
بدءا من النفوذ السياسي للمجموعات المسلحة وصولا إلى الضغوط الاقتصادية.
التي تجعل القرار العراقي مرهونا بتفاهمات معقدة.
مع أطراف خارجية فيما يزيد التوتر الإقليمي من قلق الشارع العراقي.
الذي يخشى أن يتحول بلده إلى ساحة تصفية حسابات جديدة .
وبين إعلان مبعوث ترامب وتحركات واشنطن المتسارعة ومحاولات طهران تثبيت وجودها يبقى العراق.
أمام خيارين إما ترميم مؤسسات الدولة وتعزيز سيادتها.
أو الانزلاق نحو مسار يشبه سيناريوهات تاريخية مؤلمة.
شهدتها المنطقة والعالم حيث تصبح الدولة مسرحا للصراع بدل أن تكون إطارا للاستقرار والتنمية
وبين هذه وتلك الشعب هو من يدفع الثمن في ضل التخبط والخلافات السياسية التي انهكت حضارة كانت الأولى في عصرها