كتب سمير السعد
قوات مكافحة الإرهاب .. المواجهة والاستعداد .
ان احد اهم العوامل التي تجعل دول العالم تفخر بجيوشها هي قوة هذه المنظومة العسكرية ومواقفها الوطنية وادائها ضمن مهامها لتحقيق الاستقرار والامن لدولها وكذلك الوقوف كمانع للنزاعات الداخلية والدفاع عن الدولة وحمايتها.
لذلك فأن القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها حققت انتصارات كانت وماتزال محط فخرنا امام العالم، وان اهم ما ميزها هو أداء احدى اهم صنوف هذه المؤسسة العسكرية إلا وهو جهاز مكافحة الإرهاب ودوره في التصدي للعصابات الإرهابية المارقة التي حاولت بشكل اجرامي جر العراق الى ان يكون ساحة معركة مفتوحة وبؤرة لصراعات متعددة تحت رايات الشر.
ان جهاز مكافحة الإرهاب العراقي, تميز بأدائه المتفرد بقيادة المعارك ضد الإرهاب بملاحم بطولية قل نظيرها في العالم عكس مهارة وحداته العسكرية المدربة تدريبا عالٍ , فضلا عن حكمة قياداته التي كانت جزء مهم في تحقيق هذه الانتصارات.
ان أهمية القيمة النوعية للقيادات للمؤسسة العسكرية تعد الأسس الاكيدة في نجاح وقوة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي المتميز.
لا سيما وان احدى الأسس التي تعتمد عليها المؤسسات العسكرية هي مراحل التجدد في بناء منظوماتها وتطوير وحداتها، وذلك من خلال استغلالها لتكنلوجيا المعلومات بشكل احترافي ليكون احد اهم العوامل التي تعزز أداء هذه الوحدات العسكرية وتزيد من مستويات نجاحها في رفع مستوى أدائها في معارك القضاء على الإرهاب , كذلك تطوير الصناعات الحربية وتطوير منظومة الأسلحة والأجهزة التي تستخدمها قوات جهاز مكافحة الارهاب.
ان كل ماذكر هي ميزة تميز تسجل لهذه القوة المتفردة عسكريا، والتي يتوجب ان تدعم من قبل المؤسسة العسكرية الكبرى وكذلك الحكومة للاستمرار في ملاحقة التطور في التقنية في المجال العسكري من أنظمة وعتاد ومعدات والتي بالتأكيد ستكون عوامل نجاح كبرى في امتلاكها وتسخيرها في خدمة مهامها وأهدافها.
كما ان الدعم يساعدها في إدخال المزيد من وسائل تطوير المهارات الحربية، التي تستدعي الحاجة امتلاكها سواء من واقع التدريبات العسكرية والتطبيقات العملية والميدانية بكثافة أكبر، أو من خلال وسائل ومساعدات التدريب والتعليم المتطورة، بما فيها من معدات ومشبهات تحاكي جميع الأنظمة العسكرية والأسلحة الحديثة. وقد لا يكتمل التدريب الفعلي إلا من خلال رفع واقع الإنفاق بسخاء على أشياء ليس من السهل رؤيتها، ولكنها متطلبات عسكرية ومهنية ضرورية للغاية، يدركها ويحددها المحترفون في الشئون العسكرية والحربية.
ان هذا النوع من الدعم العسكري بالمعدات والتكنلوجيا، يجب إن يكون بنفس السخاء بالتعامل مع ابطال هذه الوحدات العسكرية من ناحية العناية بهم خدمياً، وطبياً، وكذلك عوائلهم الذين يعتبرون جزء أساس في تضحياتهم واستبسالهم بمعارك القضاء على الإرهاب ودعم الامن بداخل البلاد.
ولا يختلف احد على ان تضحيات الشهداء وعوائلهم يجب إن تكون ضرورة واساس لدعم أداء جهاز مكافحة الإرهاب كذلك بقية الوحدات العسكرية من خلال برامج حماية اسرهم وابنائهم وتوفير سبل التكريم الذي يستحقوه بشكل يتناسب مع حجم تضحيات أبنائهم ابطال هذه القوات المتفردة، كذلك بقية القوات العسكرية العراقية.
ان جهاز مكافحة الإرهاب وكذلك بقية الوحدات العسكرية البطلة هي اساس قوة المؤسسة العسكرية في تحقق الاستقرار وصون السلم الاهلي , مما يتطلب بناء القوة وتنظيمها والحفاظ عليها وجعلها سباقة ومتميزة, في مواجهة تحديات العصر ومجابهة أزمات اليوم , وجهوزيتها لمعارك القضاء على العصابات الإرهابية.
خلاصة القول .. ان جهاز مكافحة الارهاب لابد أن دار بمفاهيم مهنية متطورة ومتجددة تضمن له جاهزية يعتد بها في أي وقت, وان كل هذا لن يتحقق دون رؤية مستقبلية في هذه الشأن تترجم إلى استراتيجيات وخطط معتمدة وممولة تمويلا سخيا وقابلة للتنفيذ والقياس والمراقبة والمحاسبة.