اقبال لطيف جابر / عالم عراقي
لقد اجتاحت العاصمة بغداد ليلة التاسع من ايلول للعام الجاري رائحة كريهه مصحوبه بضباب خانق وهواء حار جدا .اذ ان هذه الرائحه الكريهه لم تكن الاولى في اجتياحا لهواء بغداد ,بل انها تتكرر بين فترة واخرى ولاسيما ضواحيها بمحيط معسكر الرشيد جنوب شرقي بغداد ,حيث تكدس النفايات وكثرة العشوائيات وحضائر الجاموس والبقر ومخلفاتها كفيله بأطلاق السموم الغازية القاتلة عند احتراقها ,ومنها رائحة الكبريت او مايطلق عليه برائحه البارود ويعود الى غاز ثاني اوكسيد الكبريت السام .ومن بين المناطق التي شهدت تلك الكارثة البيئة المستمره هي مدينة الزعفرانية والتي هي الاخرى لاتكاد ان يخلو هوائها من التلوث بثاني اوكسيد الكاربون الناتج من عوادم المركبات والانبعاثات الناتجة من حرائق النفايات وخاصة في معسكر الرشيد وبشكل يكاد يكون يوميا وبالليل فقد تأثر سكان الزعفرانية بشكل واضح من اجتياح رائحة الكبريت ,بحيث لايزال المتعرضين باستنشاق رائحة الكبريت يعانون من السعال وضيق التنفس وزيادة نوبات الربو للمصابين بالربو كذلك المصابين بالامراض المزمنه كالضغط والسكر وبكل الفئات العمرية حتى ان الرياضيين في قاعات الجم لم يستطيعو مواصلهة التمرين كالمعتاد بالعشر الدقائق الاولى من بدئه لشعورهم بضيق التنفس الحاد وكذلك وجع الصدر وحتى لحظة اعداد التقرير هذا وهذا يطابق الدراسات العالمية التي اشار اليه (D Sheppard,واخرون ,1981) ن التمرين يزيد من تضييقالقصبات الهوائية الناتج عن تركيز معين من ثاني أكسيد الكبريتفي الأشخاص المصابين بالربو عن طريق زيادة حجم التهويةالدقيق, نتيجة نشوب الهواء الساخن والممزوج برائحه الكبريتاضعاف ما كان عليه قبل نفاذ رائحه الكبريت , ويشار الى ان اعمال صهر المعادن والغير مرخصة تنتشر في ضواحي معسكر الرشيد بالاضافه اليه ولعدم سيطرة الجهات الحكومية على السلاح المنفلت والسيطرة على العشوائيات وزيادة المركبات والازدحامات الخانقه ومن الجدير بالذكر ان تلوث الهواء بغاز ثاني اوكسيد الكبريت يمكن ان يتحد مع مركبات بالغلاف الجوي وتنتج عنه جسيمات نانويه سامه (2.5ppm ) لها القدرة على اختراق الرئتين بعمق لتساهم بكميات كافية لحدوث مشاكل صحيه ,كما ان غاز ثاني اوكسيد الكبريت يؤثر بالنظم البيئية الاخرى فبمجرد ان يلامس رطوبة الهواء ينتج حامض الكبريتيك المسبب الرئيسي للمطر الحامضي مسببا بحموضة التربة والمياه الجوفيه ومياه الانهر والبحيرات ويمكن لأكاسيد الكبريت الغازية، بتركيزات عالية، أنتلحق الضرر بالأشجار والنباتات عن طريق إتلاف أوراق الشجروتقليل النمو. ,كما يؤثر على التنوع البايلوجي وخاصة الطيور,فقد ذكر((Kenneth Qin,2015) انه في عام 1986 كانت مستويات تلوث الهواء قي مدينة مكسيكو سيتي شديدة للغاية لدرجة ان مصادر اخبارية مختلفة افادت بسقوط الطيور من السماء باعداد كبيره ), كما اشار (M R Fedde واخرون,1979 ) يؤثر غاز ثاني اوكسيد الكبريت بالتراكيز العالية بشكل ضار على الجهاز القلبي والرئوي للدجاج ,كما ذكر (Kenneth Qin,2015) في عام2013، غطت الجسيمات الدقيقة الناجمة عن حرائق الغابات القريبةسنغافورة بالكامل لدرجة أن السكان المحليين وجدوا طيورًا ميتةبالقرب من منازلهم.وربما يكون حادثة نفوق طيور الحمام المعلقة على الاشجار في محافظة بابل بالاسبوع الماضي هي مماثلة لتلوث الهواء الناتج عن نشاط بشري ادى الى زيادة تراكيز غاز ثاني اوكسيد الكبريت
ومن هنا نطالب الحكومة بوضح حل جذري لمعسكر الرشيد بازالة العشوائيات وعدم رمي وتكدس النفايات وحرقها وتفعيل الدور الرقابي البيئي والصحي في تشديد العقوبات التي تهاون في صحة البشر والنظام البيئي كله بفرض الغرامات للمخالفين والعابثين لتصل العقوبه الى السجن والمطالبة بضرورة نصب اجهزة لمراقبة مستويات الانبعاثات الغازية والثقيلة في الهواء .
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع في حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرةالبحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية