الفريق الدكتور
سعد معن الموسوي
رئيس خلية الأعلام الأمني
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة أصبح القرين الرقمي أو التوأم الرقمي البشري موضوع اهتمام متزايد في الدراسات العلمية ويعرف التوأم الرقمي البشري على أنه تمثيل افتراضي للفرد يبنى على بيانات سلوكية ونفسية وميول اجتماعية ويهدف إلى محاكاة تفاعلاته واتخاذه للقرارات ويصبح هذا التمثيل امتدادا للوجود الواقعي للفرد بحيث يؤثر في تشكيل هويته وادراكه لذاته وفي اختياراته ويظهر من الدراسات الحديثة أن التفاعل مع القرين الرقمي يمكن أن يعزز الميل للمقارنة الاجتماعية المستمرة ويزيد الحاجة للقبول والتقدير عبر المنصات الرقمية مما يؤثر على الصحة النفسية والرفاهية الذهنية وتوضح الأبحاث أن تخصيص المحتوى عبر خوارزميات التعلم الآلي المرتبطة بالقرين الرقمي يوجه سلوكيات الأفراد ويشكل تفضيلاتهم واتجاهاتهم الفكرية كما يستخدم القرين الرقمي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والصناعة لمراقبة الأداء وتحليل السلوكيات وتقديم توصيات مخصصة ففي الرعاية الصحية يتم اختبار سيناريوهات العلاج على نموذج رقمي قبل التطبيق الفعلي وفي التعليم يتيح تصميم محتوى يتناسب مع احتياجات كل متعلم أما في الصناعة فيحسن الأداء والإنتاجية من خلال محاكاة تفاعلات العمال والآلات ومع ذلك يثير القرين الرقمي قضايا أخلاقية ونفسية تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات الشخصية وتأثيره على الهوية الذاتية الذي قد يؤدي إلى تشويش التقدير الذاتي والشعور بالانتماء وكذلك مخاطر التأثير على قرارات الأفراد واستقلاليتهم ومن هنا يصبح من الضروري وضع سياسات وتشريعات لضمان الاستخدام المسؤول للقرين الرقمي وتعزيز وعي الأفراد بتأثيراته وتحقيق التوازن بين الاستفادة من إمكانياته التقنية والمحافظة على حقوقهم وحرياتهم وتشير التحليلات العلمية إلى أن القرين الرقمي لم يعد مجرد انعكاس افتراضي بل أصبح قوة مؤثرة في تشكيل السلوك الاجتماعي والهوية الشخصية ويستلزم فهمه دراسة دقيقة للتفاعلات النفسية والاجتماعية والأخلاقية بما يتيح استثمار هذه التقنية بشكل يعزز رفاهية الإنسان ويحد من تأثيراتها السلبية وتشير أحدث الدراسات إلى أن التوائم الرقمية البشرية تفتح أفقا جديدا في مجال الرعاية الصحية والتحليلات السلوكية والتعليمية والصناعية وتبرز أهمية تطوير نماذج تنظيمية وأخلاقية تراعي خصوصية الأفراد وتوازن بين الاستفادة التقنية والرفاهية النفسية والحقوق الشخصية.