JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
الصفحة الرئيسية

الانتخابات العراقية… بين تزوير الوعي واغتيال الديمقراطية


 بقلم :- الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط 

لم تعد الانتخابات في العراق حدثاً ديمقراطياً يُنتظر لتجديد الأمل أو لعرض البرامج والرؤى والخطط التي تنهض بالدولة وتخدم المواطن.


لقد تحولت للأسف إلى سوق للابتزاز السياسي والمساومة على كرامة الناس بعدما جُرّدت من معناها الوطني الحقيقي وأصبحت أقرب إلى مهرجان للمنافقين والمزوّرين الذين يتنافسون لا على بناء الدولة بل على اقتسام غنائمها.


كان من المفترض أن تكون الحملات الانتخابية ميداناً للأفكار والمشاريع حيث يُقدَّم البرنامج وتُناقش السياسات ويُحاسَب المرشح على ماضيه وكفاءته.

لكن ما نراه اليوم هو تشويه كامل لصورة الديمقراطية ؟؟


رشاوى ووعود زائفة وتعيينات وهمية وتوزيع أموال ومنافع في محاولة رخيصة لشراء ضمائر الناس واستغلال فقرهم وحاجتهم.


إن ما يجري ليس تنافساً انتخابياً بل إهانة لعقل المواطن ومحاولة لطمس الوعي الجمعي وتدمير ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها.


فحين تُختزل الوطنية في ( بطاقة وقود ) أو ( تعيين مؤقت أو ( مساعدة مالية ) فاعلم أن البلاد تُقاد نحو الانهيار الأخلاقي قبل السياسي.


الديمقراطية لا تُشترى بالمال ولا تُدار بالدعاية الزائفة بل تُبنى على الثقة والشفافية والمحاسبة.


والمرشح الذي يدخل السباق الانتخابي بمالٍ فاسد أو وعودٍ كاذبة إنما يدخل البرلمان ليحمي مصالحه لا ليخدم وطنه.


إنها دورة فساد مغلقة من يشتري الصوت اليوم سيسترجع ثمنه غداً من قوت الشعب ومن خزينة الدولة أضعافاً مضاعفة.


لقد آن للشعب العراقي أن يعي هذه الحقيقة وأن يرفع صوته ضد هذا الانحراف الخطير الذي يُهدد جوهر النظام الديمقراطي.

فالانتخابات ليست ( موسم توزيع الهبات ) بل مسؤولية وطنية عظيمة من يفرّط بها يفرّط بمستقبل وطنه.


إن معركة الإصلاح الحقيقية لا تبدأ من الشارع بل من صندوق الاقتراع الواعي الذي يختار الشرفاء لا أصحاب المال والسلاح.


العراق لن يُبنى بالأكاذيب ولن ينهض بمن يرى في الوطن غنيمة بل بمن يؤمن أنه أمانة

الاسمبريد إلكترونيرسالة