جمعه الحمداني..
رسالتي///
يا أصحاب المواقف والهيبة والتاريخ.
، يا من حملتم على أكتافكم إرث الآباء وجمتم على أرض الجنوب بحكمةٍ كانت على الدوام صمام أمان.
تتوجه إليكم هذه الرسالة اليوم في زمنٍ تتكاثر فيه النزاعات العشائرية ويتسع فيه الشرخ بين الإخوة في الأرض والدم.
ما عاد الرصاص يُعيد حقاً.
ولا الثأر يعيد كرامةً .
سقطت في لحظة انفعال.
ولا الفزعة الغاضبة تُصلِح ما أفسدته كلمة متجبرة أو فعل طائش.
بل صارت هذه النزاعات وقوداً يلتهم أبناءكم ويضعف هيبتكم ويشوّه صورة العشيرة التي كانت عبر الزمن مصدر قوة وسند ودولة داخل الدولة.
إن الجنوب الذي عرفتموه أرض نخوة وشرف بات اليوم مسرحاً لمعارك عبثية تُهدر فيها أرواح الشباب وتُفزع النساء والأطفال وتُزلزل الأمن والسكينة.
وكأن الدم صار جواباً جاهزاً لأي خلاف بسيط. وأنتم وحدكم القادرون على إيقاف هذا النزيف. فأنتم السقف الأعلى الذي تلوذ به الناس. والكلمة التي إذا نطقت صمتت البنادق.
عودوا إلى إرثكم الأول.
إرث الصلح والإصلاح.
إرث الديوان الذي كان يطفئ النار قبل أن تكبر. وإلى مواثيق الشرف التي تحكم بينكم قبل أن يكون هناك قانون ودولة.
علموا أبناءكم أن الرجولة ليست في إطلاق النار. بل في كظم الغيظ.
وأن القوة ليست في التهديد.
بل في حفظ الوجه وكسر دائرة الدم.
إن القبائل التي صنعت التاريخ لا يليق بها أن تهدم حاضرها بيدها.
ولا يليق بأبنائها أن يعيشوا الخوف بدل الطمأنينة.
اجعلوا الجنوب كما كان.
حضناً لأبنائه.
مثالاً للهيبة لا للانفلات وللسلام لا للفوضى. وللرصانة لا للتهور.
هذه أمانة على عاتقكم.
فأنتم أهلها.
وأنتم السد الأخير قبل أن تتحول فوضى السلاح إلى عادة.
وحياة الناس إلى رهينة.
كونوا كما عرفكم العراق كله.
رجال إصلاح وحكمة.
ووجوهاً تليق بالجنوب وتاريخه وكرامته.
نظفوأ ابدانكم قبل سلاحكم ..
واخزنوأ طيبتكم قبل رصاصكم..
والموأ شمل المتفرقين ..
انكم ستمثلون امام الله عز وجل ..
لانكم راع الكل رعية راع فلا تبخسوأ رعاياكم..
انتم من اسستم الكلمة الطيبة والخلق الرفيع .
فلا تنجروأ خلف المتربصين والقتلة..