جمعه الحمداني..
شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت في السنوات الأخيرة ..
مرآة حقيقية تعكس ما يحاول الكثيرون إخفاءه إذ لم تعد المساحات الافتراضية مجرد منصات للتسلية أو نشر الأخبار بل تحولت إلى ساحة واسعة تكشف الأقنعة المزيفة..
التي يرتديها البعض في الحياة العامة ففي زمن الصورة والكلمة السريعة .
لم يعد بوسع المنحطين الاختباء خلف الخطابات الجوفاء ولا خلف الادعاءات الأخلاقية ..
التي سرعان ما تتهاوى أمام أول اختبار عملي فهذه الشبكات بقدر ما منحت مساحة للصوت الحر والرأي المستقل ..
فقد أسهمت أيضاً في فضح ازدواجية الخطاب عند بعض الشخصيات التي اعتادت الظهور بمظهر المثالية .
بينما سلوكها الحقيقي يكشف جانباً آخر يناقض ما تدّعيه .
والمنصات اليوم لم تعد تقيس الناس بما يكتبونه فقط ..
بل بما يُرصد من ردود فعلهم وتناقضاتهم وتاريخهم الرقمي الذي بات سجلاً مفتوحاً للجميع الأمر الذي جعل كثيراً من الوجوه تتساقط لأن الفضاء المفتوح..
لا يرحم ولا يسمح للادعاء أن يعيش طويلاً وهو ما منح الجمهور قدرة أوسع للتمييز بين من يملك موقفاً أصيلاً .
يستند إلى قيم وبين من يحاول بناء هالة زائفة تعتمد على الصراخ .
أو التشهير أو تحريف الحقائق وعلى الرغم من الفوضى التي تشهدها هذه المنصات إلا أنها أسهمت في إعادة تشكيل الوعي الجمعي.
فقد صار المتابع أكثر قدرة على فرز الخطاب الصادق من المزيف.
وأصبح انكشاف الحقيقة أسرع من أي وقت مضى.
وهذا التحول وإن كان قاسياً على البعض إلا أنه أعاد التوازن لساحة كانت تعج بالادعاءات ومنح الجمهور سلطة أخلاقية .
لم تكن متاحة من قبل وجعل الصدق قيمة لا يمكن تجاوزها بسهولة في عالم لا ينسى ولا يغفر لمن يحاول تزويق صورته على حساب الحقيقة
بل بدأت الصور تتضح للعيان وبدأت الخفايا تزيح ستائرها عن محتواها ..لذلك الوعي الحقيقي لدي المجتمع اصبح وعي ادراك لما حوله وبدأت ضبابية شبكات التواصل الاجتماعي..
تظهر في حقيقتها ..
ان البعض ممن يستسابقون ويتهافتون باتجاهات غير اخلاقية اصبحت ملامحهم واضحة .لذلك يجب على مجتمعنا انويكون واعي وقادر على حلحلة مشاكلة دون تدخلات اسرية وهذا يعكس مدى الوعي الحقيقي لدى مجتمعنا ..
