جمعه الحمداني
في صباح يتسلل فيه الضوء بخفة.
عبر نوافذ المدن والقرى يبدأ الناس رحلتهم الأولى ..
مع يوم جديد يحمل ما يكفي من الأمل لاستعادة ما فقد بالأمس..
وما يمكن أن يتحقق اليوم فإشراقة الصباح ليست مجرد لحظة زمنية.
بل طقس يومي يعيد ترتيب الفوضى الداخلية ويمنح القلب سبباً إضافياً للنبض .
إذ تتشكل تفاصيل هذا الجمال من رائحة الخبز ومن صوت المارة.
ومن خطوات العمال والطلبة ومن حركة الشوارع التي تستيقظ ببطء .
وكأنها تستعيد أنفاسها بعد ليلة طويلة ومع كل خيط ضوء ينساب على الأرصفة يفتح الصباح نافذة جديدة ..
ليرى الناس أنفسهم فيها بوضوح أكبر فالوجوه تبدو أكثر طمأنينة والأماكن أقل قسوة .
والسماء أكثر رحابة فيما تبقى لحظة الشروق مشهداً عالقاً في الذاكرة .
لا يتكرر بالشكل ذاته لكنه يمنح الإحساس ذاته بأن الحياة مهما أثقلت كاهلها الأحزان .
قادرة على أن تبدأ من جديد وأن تمنح كل روح فرصة أخرى للمضي.
نحو ما تريد وفي هذا المشهد اليومي الصامت يصبح الصباح مراسل الحياة الأول .
الذي يكتب بلغة الضوء تقريره الدائم عن استمرار الرحلة .
وعن جمال البدايات التي تهمس للإنسان بأن الطريق ما زال مفتوحاً .
وأن الأمل ما زال ممكناً.
وأن الصباح بكل إشراقته رسالة غير مكتوبة .
بأن الغد يستحق الانتظار.
وأن الحياة بقدومه تصبح أجمل وأخف وأكثر اتساعاً لأحلام لا تنتهي .
بل تبدء مرحلة جديده ليوم حافل بالرحلات والجمال.
فالحياة تستحق ان نجعلها جميلة .
بعيدأ عن جميع الامنا وأوجاعنا التي باتت جزء صغير منا