كتب المحلل السياسي /جبار المشهداني.
ماشاءالله تبارك الرحمن كل الناس تفتي وتحلل وتنظر في مايحصل في كركوك والجواب ببساطة شديدة هو كركوك عراقية، كركوك عراق مصغر .
في العام ١٩٨٧ ومع اشتداد معركة نهر جاسم في البصرة وبعد خروج كتيبة المدفعية ٧٧٤ تقرر نقلها الى القاطع الشمالي لإعادة تشكيلها وتعويضها بالأفراد والمعدات .
كان الطريق طويلا بين البصرة التي تتواصل فيها المعارك وبين جبال كردستان وتحديدا جبال قنديل وقاطع سيدكان حيث استغرقت رحلتنا أيام ثلاثة أيام توقفنا خلالها في عدة مدن ليس من بينها بغداد حيث لم يكن مسموحا ان تمر داخلها اي قطعات عسكرية .
ما اريد استذكاره هنا في تلك الرحلة هو لحظة دخولنا كركوك فجرا حيث استيقظنا نحن الجنود او من تبقى من جنود الكتيبة على صوت إطلاق رصاص فقد كنا نياما في مؤخرة السيارات التي تجر المدافع وكان اسمها ( أورال ) تعالى صوت الرصاص ولم نعرف لغاية الآن من ابتدأ بإطلاق الرصاص في الهواء ولماذا نطلق الرصاص نحن المثخنين بجراح (نهر جاسم ) ؟ .
لماذا نطلق الرصاص في الهواء في فجر كركوك ؟ .
لماذا لم نطلق الرصاص في المدن التي سبقتها او التي تلتها ؟ .
من أصدر الأوامر ؟ .
ولماذا أمتدت العدوى للجميع وسحبنا البنادق واطلقنا الرصاص على وجه فجر كركوك ؟ .
حين وصلنا إلى مقر الفرقة الخلفي في قاطع أربيل إجتمع بنا ضابط استخبارات الفرقة وبخنا بشدة وهو يسأل عن سبب إطلاق النار في كركوك ؟ .
صمتنا جميعا لا نمتلك جوابا .
كنت أريد أن أصرخ في وجهه وأقول والله ياسيدي نحن ايضا لا نعرف لماذا اطلقنا الرصاص كل مافي الأمر أننا سمعنا صوت الرمي فرمينا نحن بدورنا.
فيا أخوة كركوك الكرام.
لا تطلقوا الرصاص في وجهها ولا تفسدوا فجرها ولا صباحها ولا تعكروا صفوها .
اتركوا كركوك لأهلها وتعلموا من التاريخ درسا عظيما.