هادي جلو مرعي
أعلنت الحكومة العراقية وقوات التحالف هزيمة التنظيم الإرهابي داعش، وتكرر ذلك الإعلان لمرات عدة، واطلقت بغداد وأربيل والناتو بيانات تكررت في مناسبات عدة أهمية ذلك الإنتصار، لكن لم يتأكد حتى اللحظة نهاية كاملة للعنف، أو لأسبابه التي كانت عاملا مساعدا في توفير بيئات حاضنة للجماعات المتطرفة التي أسست لوضع غير مستقر، وأثرت في الإقتصاد والسياسة وبنية المجتمع، وكانت الولايات المتحدة أشارت الى طبيعة تلك التهديدات وخطورتها، وأمكانية أن تعود الجماعات الإرهابية الى ممارسة دورها الصادم في إشاعة الشر، وترهيب المجتمعات في العالم بأسره، ومنذ العام 2014 تشكل ماسمي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر على مدن عدة في سوريا وشمال وغرب العراق، وإستدعى ذلك تعاونا أمنيا، وتنسيقا عاليا بين دول عدة في العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وإنطلاق العمليات الأمنية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت الحرب، ولكنها لم تجرؤ على إعلان نهائي عن هزيمة التنطيم في العراق والشام، وربما كان التحذير من عودة التنطيم الى زعزعة الإستقرار في العراق أكثر من غيره، وتجلى ذلك في نقاشات مستمرة بين واشنطن وبغداد حول الوجود الأمريكي، ومطالب رحيل القوات الأمريكية من المنطقة، وخاصة العراق.
أعلنت بغداد وأربيل عن تشكيل قوة أمنية مشتركة للقيام بعمليات عسكرية في مناطق الفراغ الأمني وخاصة بعض المناطق المتنازع عليها، وفي التضاريس الجغرافية المعقدة بالقرب من الموصل وديالى وكركوك ومناطق أخرى متصلة بإقليم كردستان، وتضم تلك القوة عناصر من القوات الإتحادية والبشمركة، وفي تتبع تاريخي بدت النوايا الإيجابية واضحة حيث نستدرك مطالب عدة تقدمت بها أربيل لتشكيل تلك القوة وقد عزز ذلك نوع التفاهم العالي بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان فقد عانت أربيل من تهديدات تكررت كانت تستهدف أمن وإستقرار الإقليم، ويمثل التعاون بين الجانبين رغبة مشتركة في مواجهة العنف، ومحاربة التطرف الذي يعيق النمو والعمل والإنتاج والإستثمار مع تزايد رغبة دول عدة نحو العراق ومدن كردستان في مجالات البناء والعمران والطاقة والسياحة، وخلال الأشهر الماضية من عمر حكومة السوداني بدا جليا نوع العلاقة الإيجابية التي دفعت الى مزيد من التفاهمات العميقة بين السيدين السوداني والبرزاني والموقف الكردي من عمل الحكومة الأتحادية والذي مكنها في المضي بالعديد من المشاريع الكبرى والخدمية والإنفتاح على الخارج وتحقيق مكاسب كبرى في ملف العلاقات الإقليمية والدولية وكذلك الموقف من إنتخاب رئيس جديد من إنتخاب رئيس جديد للبرلمان الإتحادي كما إن الموقف الكوردي من ذلك كله تجلى في التفاهمات التي طبعت زيارة رئيس الإقليم الى العاصمة الإيرانية طهران والتي تكللت بترسيخ التعاون في مجال الامن والتجارة والتنسيق السياسي وضمان الأمن المشترك على الحدود.