هناء الحسيني
مقولة تعودها البغداديون منذ عقود خلت حيث يتوجهون جنوب العاصمة الى مدينة سلمان باك أو المدائن التي تضم مرقد الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي كان والده مسؤولا عن معبد النار في واحدة من انحاء بلاد فارس وإنتقل الى بلاد الشام ثم شبه جزيرة العرب حيث كان الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه للتو وصل يثرب التي سميت لاحقا المدينة المنورة بعد أن إستنارت بالإسلام والنبوة وصارت أول عاصمة للدين الجديد وهناك أعلن سلمان إسلامه الذي جعله واحدا من رجال التاريخ والمقربين من البيت الهاشمي وكانت له قصة في معركة الخندق عندما حوصرت المدينة من جيوش المشركين وكادت القلوب أن تصل الحناجر.
المدائن جنوب بغداد تضم قبر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان الذي لحق بسلمان عندما ولي إمارة المدائن ومات هناك ودفن قرب صاحبه ولحذيفة قصة فقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قد اعلمه بأسماء المنافقين في المدينة وإشترط عليه أن لايفشي بذلك السر لحكمة وكان قبر حذيفة قرب نهر دجلة الذي كان يفيض كل عام وقد كاد القبر أن ينجرف الى النهر مع طغيان ماء الفيضان حتى نقل بإشراف الحكومة في بغداد قريبا من مركز المدائن قرب صاحبه الذي كان يحبه وقد كان الإثنان قريبين لقلب النبي الخاتم واحبهما وقدم لهما الرعاية الكاملة ووصفهما بأوصاف جميلة وقال في سلمان: سلمان منا أهل البيت.. ولذلك صار الناس يسمونه سلمان المحمدي تكريما وتعظيما لشأنه.
في المدائن يوجد واحد من اشهر المعالم الأثرية أو مايعرف بالطاق وهو قصر قيل إنه لكسرى عظيم الفرس وكان ينتقل إليه في الشتاء وهو أثر مايزال شاخصا ويرى من مسافة بعيدة وغاب عن الانظار لكثرة العمران من حوله وقد تعرض بعض منه الى الإندثار وهو تحت الترميم في يومنا هذا لتجنب سقوط بنيانه ومايزال الناس من انحاء بغداد والعراق يزورون المدائن ويحتفظون بذكريات جميلة وصور عن المكان والنهر والاشجار والهواء العليل وطيبة الارض وكرم الناس ويؤدون طقوسا دينية هناك ويذهبون للسياحة والزيارة وقضاء العطلات وبنت السلطات فندقا مايزال عامرا حيث تعد الحكومة هذه المدينة موقعا سياحيا لإستقبال الزوار من داخل العراق ومن الخارج.
في السنوات الاخيرة بذل النائب في البرلمان كاظم الشمري جهودا كبيرة لإعمار المدائن وشق الطرق وتعبيدها وكافح لذلك وهو احد أبناء المدائن ويعرف الصغيرة والكبيرة عنها وعن قراها وناسها ونشأ هناك وتعلق بالمكان حيث تغيرت الأمور كثيرا عندما تم تقديم خدمات الماء والكهرباء والطرق الواسعة التي تعدت المركز الحضري الى القرى والبساتين وفتحت أسواق ومجمعات للسكن وصار ذلك من ضمن إهتمامات مجلس محافظة بغداد من خلال السيد باسم الشمري عضو مجلس المحافظة وهو يقول لن اسمح أن تموت تلك العبارة الشهيرة.. عمره خسارة المايزور السلمان حيث تحظى باهمية بالغة وسيكون لها شأن طالما إستمرت تلك الجهود.