حسن حنظل النصار
بالرغم من كل ماتعرض له وواجهه رئيس حزب تقدم السيد محمد الحلبوسي والتناقضات التي طبعت سلوك الشركاء السياسيين الذين كان أغلبهم يريد الحفاظ على مسافة من التواصل معه والخشية منه في ذات الوقت وسبب الخشية يعود لقدراته التي لايملك الاخرون منها شيئا وهذا ماعزز الرغبة لدى البعض منهم الى الوصول الى مستوى المؤامرة لتحجيمه ومنعه من الاستمرار في طريقته التي أتعبتهم لعدم قدرتهم على مجاراته والتناقس الطبيعي معه ذلك لم يثنيه عن التقدم وعدم التراجع مطلقا. فالمنافسة الطبيعية تعني ان لديك قدرات توازي او تتجاوز او تقل بنزر قليل مع المنافس ولكن حين يختل الميزان الى المستوى القلق وحين لاتكون لديك قدرات اصلا او لاتكون لديك قدرات تصل الى مستوى قدرات المنافس عندها ربما ستكون عرضة للتصرف بطريقة غير اخلاقية وغير قانونية وإلا فبماذا نشبه أو نصف سلوك الخصوم والمنافسين الذين يحيكون المؤامرات ويصدرون القرارات والمواقف للتقليل من شأنه ومحاولة إبعاده عن جمهوره وعن منصبه وتشويه سمعته حتى وصل بهم المستوى الرخيص الى اتهامه بالرغبة بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي وقبوله بتوطين الفلسطينيين في الانبار وهو كذب وافتراء يدرك من اطلقه انه بعيد عن الواقع وانه لايصمد امام الحقيقة فالرجل واضح في تعاطيه مع هذا الملف وهو ضد التطبيع وضد التهجير كما انه مع الموقف الوطني الواضح والتركيز على قوة الدولة ودعم البرنامج الحكومي وتقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل التي لم يتحقق مثيلها لمعظم مناطق المكون السني والانبار خاصة طوال عقود مرت حتى صار اهل الانبار يحبونه ويثقون به ويفضلونه على الجميع ودليل ذلك ان اقالة الحلبوسي من رئاسة البرلمان بطريقة غير قانونية لم تؤد الى تغييبه أو فقدانه لقدرته على التأثير بل فوجيء الجميع بانه يحقق ارقام انتخابية لم يستطع السنة بكل قدراتهم وقوائمهم تحقيقها حتى في العاصمة بغداد..
وفي اللغة فإن رباطة الجأش تعني هدوء النفس وثبات القلب، وقدرة الشخص على السيطرة على نفسه ومشاعره في مواجهة الصعاب والأزمات. هي حالة من الاتزان النفسي والجسدي لا تتأثر بالعواطف والألم أو غيرها من الظواهر التي قد تسبب فقدان الاتزان لدى الآخرين. وهي صفة تاكدت في السيد الحلبوسي فحين وصله خبر قرار الاقالة أدى التحية على النواب وغادر بهدوء ولم ينفعل وعاد خلال ايام الى ممارسة دوره السياسي وتواصله مع الجمهور ليحقق بعد ذلك بشهور نسبة من الاصوات في انتخابات مجالس المحافظات عالية جدا صدمت القوى السياسية جميعها سواء التي تآمرت عليه او تلك التي انحازت او حرضت ضده ولذلك فان الهدوء والثبات الانفعالي والاتزان وقوة الشخصية كانت من العلامات التي طبعت سلوك وشخصية السيد الحلبوسي الذي اثبت شجاعة في المواجهة ولعل سياسيا غيره وتعرض لما تعرض له من ضغوط ومؤامرات وقرارات ماكان ليصمد لساعات بينما الحلبوسي يعود اقوى من السابق ويجعل الخصوم في حيرة من امرهم ولايستطيعون مواجهته ومجاراته ولعل النصيحة التي تصلهم دائما توصيهم بالتحالف معه والتخلص من عبء المنافسة غير المتكافئة.
السيد محمد الحلبوسي ونتيجة لذلك قرر ان يدخل الانتخابات بقائمة منفردة وهو امر طبيعي لأن الاخرين ليس لديهم جمهور وليس لديهم قدرات وربما يريد بعضهم الفوز من خلال اصوات تقدم وهو الامر الذي يجعل التحالف معهم لاجدوى منه وإلا فما السبب الذي يدعوك للتحالف مع قوى سياسية تريد الفوز باصواتك والافضل ان يدخل كل جانب لوحده ثم نرى كم تحقق من اصوات لهذا الطرف او ذاك ثم يجري الاتفاق على تحالف مع بعد الانتخابات وكل طرف يأخذ إستحقاقه الطبيعي.. وماتميز به الحلبوسي انه قادر على التحالف مع الجميع فهو لايعبر عن طائفية او انحياز بل يبعث برسائل تشير الى وحدة الوطن وقيمة المواطنة واحترام المنافسين دون التجاوز عليهم لكنهم للاسف لايريدون الاعتراف بتفوقه عليهم وهذا مايصعب مهمة الحوار والتلاقي معهم...