محمود المفرجي الحسيني
الوطنية والانتماء للبلد هو اعلى قيمة انسانية للبشر، بل اعلى قيمة دينية اقرتها قوانين السماء التي ضمنت الجنة لم يضحي من اجل وطنه.
ولطالما افتخرنا بانتمائنا للعراق الذي تمتد حضارته الاف السنين بادياننا ومذاهبنا وقومياتنا وثقافتنا المشتركة والمختلفة والخاصة والعامة.
لكن هناك منطق اخر يروج له بعض "السرسرية"، الذين يريدون ان يحتكروا مفهوم الانتماء للعراق بعيدا عن ثقافته واعرافه وقيمه، واستبداله باعراف وقيم غريبة منحطة غريبة عن مجتمعنا تحت يافطة شعار "انا احب العراق"! اقسمهم كالاتي:
١- السرسرية الذين يدعون التحضر والتمدن بالممارسات المنحرفة التي تخدش الحياء والذوق العام وتضرب العادات والتقاليد عرض الحائط، ويعتبرون هذه التقاليد جزء من التخلف.
٢- اصحاب نظرية "السرسرية الطبقية" المؤمنين بان العراق لهم وحدهم ويعتقدون ان باقي ابناء البلد ليسوا اكثر من مجرد سكان درجة ثانية وليسوا اكثر من هنود وعتاكة، وهناك نسبة كبيرة من السياسيين الذين يؤمنون بهذه النظرية لحد الان، منهم من كتمها في قلبه خوفا من فقدان الامتيازات التي يتمتع بها، ومنهم من سقط في طيات لسانه وقالها علنا.
٣- السرسرية المتعشعشة في عقولهم القذرة الافكار التكفيرية والذين يعيشون معنا وياكلون ويشربون معنا، ولا تظهر علامات سرسريتهم الا في وقت الازمات.
٤- السرسرية الذين قرنوا الوطنية بمدى الانتماء بالعروبة الصهيونية، فكلما كنت مؤمن بالكيان فانت عراقي عربي اصيل، لكن اذا كنت مقاوما ورافضا للكيان فانت ايراني فارسي.
٥- السرسرية الذين يتبنون فكر سياسي معين يروج الى القضاء على جميع الانتماءات الاخرى.
وهؤلاء عندما تناقشهم وتحصرهم بزاوية وتفضح تطرفهم، يبدأ بالسب والشتم.
وهناك انواع كثيرة من السرسرية لا استطيع حصرهم بهذه المقالة.
اقول- على كل هؤلاء السرسرية ان يستفيدوا من التاريخ، وان يعلموا ان الانتماء للوطن هو بترسيخ التعايش السلمي والتمحور حول المشتركات، وليس استيراد افكار ومفاهيم قذرة تمزق ابناء البلد.