محمود الهاشمي
مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية
١-ان التغيير بسوريا في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024لم يأت بارادة داخلية انما صنعته دوائر المخابرات الاجنبية (الولايات المتحدة ..اسرائيل ..تركيا ..
بعض دول الخليج )
٢-لم تشارك المعارضة السورية (ضد الاسد )والتي طالما عقدت المؤتمرات في الخارج
وادارت الحورات مع دول العالم عن مستقبل البلد ،والى الان لم يتم التحاور معهم وفيهم من النخب السياسية
والثقافية الكثير ..
٣-الفصائل المسلحة ال(١٨)
التي قادت الهجوم على الاسد
لم تكن منسجمة يوما فيما بينها وطالما شهدت قبل التغيير معارك وقتال ودماء
امتد لاعوام فلكل منها اجندته ومعتقداته..
٤-بقيت قوات سوريا الديمقراطية (قسد )خارج اي توافق مع الحكومة الجديدة
ومازالت تسعى للاستقلال
والحصول على امتيازات الحكم الذاتي ودخلت في صراع من القوات السورية الجديدة .
٥-ازمة السويداء لم تستطع الحكومة الجديدة حلها لارتباطها باسرائيل اولا وبمجزرة مازال الدروز يتذكرونها بالم ثانيا .
٦-تقديم الحكومة الجديدة
نفسها بهوية (طائفية )غير صحيح لان سوريا متنوعة بالدين والطوائف والقوميات .
٧-اعلان الحكومة الجديدة انها
لم تأت للحرب مع اسرائيل انما جاءت للقضاء على النفوذ الايراني وحزب الله اعلان غير صحيح لان هذا الاعلان جاء في وقت تخوض فيه غزة الحرب مع العدو الصهيوني وتحتاج الاسناد وليس تجزئة المقاومة .
٨-تدمير اسرائيل لاسلحة الجيش السوري السابق
ودخول جيوشها الاراضي
السورية واحتلالها ولّد نقمة لدى لدى الشعب السوري فارض سوريا وسلاح سوريا ليس ملكا لاسرة بشار بل ملك الشعب السوري .
٩-رغم كل المساحيق الاعلامية والدبلوماسية فان الزعيم الجديد لسوريا ليس باكثر من شخصية (ارهابية )وكذلك من شكلوا معه الحكومة والوثائق ضدهم كبيرة ومتيسرة .
١٠-رغم كل الاعلانات عن رفع العقوبات مازال الاقتصاد السوري والوضع المالي صعب
ويعتاش على مصدرين الاول
الارسالات من العاملين بالخارج الى اسرهم والثاني من الدفعات والمعونات من دول الخليج .
١١-توقع الرئيس الجديد لسوريا
ان اعلانه بعدم الحرب مع اسرائيل والعداء لايران وحزب الله سيوفر له دعما كبيرا من
الغرب ومن القوى (السنية )بالمنطقة لكنها رسائل غير موفقة ولم تتلق
استجابة سريعة و(سهلة )
١٢-مازالت قضية (الجيش السابق )غير محلولة وخاضعة
لموافقات معقدة من جميع الاطراف الدولية المشاركة بالتغيير بسوريا ،حيث اسرائيل
تريد جيشا ضعيفا وتركيا تريد جيشا سوريا قويا ولكن من صناعتها والولايات المتحدة
تريده خاضعا لادارتها ودول الخليج ،في المنتصف بلا راي .
١٣-تشهد سوريا بعد الاسد صراع اجندات معقد ،حيث
-الولايات المتحدة تريد ان تصمم سوريا وفق برنامحها
-تركيا تريد لسوريا ان تكون جزء من خارطتها
-السعودية تريد ان تحول سوريا مشروعا اقتصاديا يتطابق مع برنامجها لشرق اوسط جديد تكون فيه العنوان الاقتصادي الاكبر وتركيا لاتسمح لها بذلك
-حاولت قطر ان تدعم الحكومة السورية الجديدة بدفع رواتب الموظفين وغيرها
وبدعم تركي لكن ذلك يتقاطع مع توجهات السعودية .
١٤-لم يزل الملف الامني داخل سوريا معقدا ،فالاجهزة الامنية بولاءات مختلفة ،وغلبة التوجهات الطائفية والثار والانتقام قائمة ،وان الكثير من اجراءات الحكومة اتجاه الطوائف الاسلامية الشيعية
(الشيعة -العلويين -النصيرية -الدروز )وغيرهم غير صحيحة ومستفزة مما صنع واقعا اجتماعيا مقلقا وخطيرا .
١٥-ضعف الجانب الامني وعدم وجود قوات كافية للحفاظ على الامن دفع باللصوص والمنحرفين التجاوز على اموال المواطنين ناهيك عن الاغتيالات الخاصة .
١٦-تحاول تركيا ان ترتب العلاقات الدولية للحكومة الجديدة خاصة مع روسيا وايران ،وان زيارة الشرع الاخيرة الى روسيا كان جزء منها مخصص عن ايران وامكانية انتاج علاقات جديدة
وهو امر متعجل مع ايران التي تراقب أحداث الداخل السوري
بدقة ،ولاتقبل بهامش العلاقة .
١٧-مازالت العديد من الفصائل
في شمال سوريا لاتعرف مصيرها ومستقبلها خاصة وان
دولهم لاترغب بعودتهم ومنهم ايضا من لايقبل العودة
لبلده وايديهم جميعا على السلاح .
١٨-صحيح ان امريكا منحت (تركيا )توكيلا لادارة سوريا
لكن الاطراف الاخرى لاتقبل لتركيا غير نفوذها الاول في حدود (الشمال السوري)
وسيستمر هذا الصراع .
١٩-الحدود اللبنانية السورية
هي الاكثر انشغالا لاسرائيل
لمحاصرة حزب الله وقطع صلته بسوريا والعراق لكن الامر ليس بهذه السهولة
ولاسباب يطول سردها .
٢٠-تحاول تركيا ان تستثمر القضية الفلسطينية للضغط على اسرائيل لتليين موقفها
اتجاه التواجد التركي بسوريا
لكن الامر اكبر من ذلك فاسرائيل لاتطيق ان تكون دولة بحجم تركيا وبهوية اسلامية على حدودها .
٢١-لم تزل علاقات سوريا الجديدة مع جيرانها العرب غير فاعلة سواء مع العراق او الاردن او لبنان .
٢٢-ثقافة الانسان السوري قومية ومناصرة للقضية الفلسطينية وفي العداء للكيان الصهيوني وهذا يخالف عقيدة الحكومة السورية الجديدة التي حملت رغبة (التطبيع )
مسبقاً.
٢٣-رغم ان الاعلان الدستوري السوري المؤقت نصّ على كفالة حرية العمل السياسي، فإن المشهد بقي حتى اليوم خاليا من أحزاب فاعلة أو حياة سياسية منظمة، في ظل غياب قانون يتيح الترخيص الرسمي للأحزاب الجديدة.
٢٤-ان ترك حرية (التغيير الديموغرافي)وفقا لاهواء العناصر المسلحة والقوى الطائفية والعشائرية وخاصة في الساحل السوري وصولا للعاصمة دمشق يفقد البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية مصدر ثباتها وديمومة الحياة .
٢٥-جعل جميع افراد الجيش السابق وخاصة الضباط موضع التهمة وتحميلهم مسؤولية
جرائم النظام يشكل مصدر قلق لهم ولاسرهم ومالذلك من اثر على الواقع الاجتماعي والامني .
٢٦--ستبقى الاوضاع في سوريا غير مستقرة يرافقها العنف
وصراع الهوية والمصير وتداخل الاجندات حتى تتكشف اوراق المنطقة عموما
بعد انتهاء معركة طوفان الاقصى ،كما ان
التحولات الدولية لها الاثر ايضا على الملف السوري ..
