JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Accueil

التأثير الإعلامي المعاصر وانعكاساته على وعي الأجيال


 بقلم نورا المرشدي 

شهدت مدينة بغداد مؤخرًا مشهدًا لافتًا تمثل في بكاء مجموعة من الأطفال خلال إحدى الحفلات على مطرب سوري بدافع الإعجاب المفرط. وعلى الرغم من أن الانجذاب للمشاهير ظاهرة عالمية إلا أن هذا المشهد يعكس مشكلة أعمق تتعلق بضعف الوعي التربوي وغياب الإرشاد الأسري وتزايد تأثير المحتوى الرقمي غير المنضبط الذي يستهلكه الأطفال بشكل يومي.


لقد أصبح الاعتماد المفرط على تطبيقات مثل “التيك توك” مصدرًا رئيسيًا لتشكيل الذوق والسلوك لدى الفئات الناشئة في ظل انتشار نماذج من البلوكرات والمؤثرين الذين يُقدَّم محتواهم في الكثير من الأحيان بعيدًا عن أي معايير تربوية أو قيمية

وما يزيد من خطورة الأمر أن هذه النماذج باتت تتصدر المشهد الإعلامي فتؤثر بشكل مباشر في تشكيل أنماط التفكير والتقليد لدى الأطفال والمراهقين.


إن مجتمعنا الذي كان يُنظر إليه تاريخيًا كبيئة محافظة متمسكة بالقيم بدأ يشهد تحولًا واضحًا في السلوكيات العامة نتيجة التلاقح غير المدروس مع ثقافات غربية لا تتوافق مع منظومتنا الاجتماعية وهذا ينسجم مع فرضيات نظرية “التأثير والتأثر” التي تؤكد أن الإعلام بمختلف أشكاله قادر على صياغة وعي المجتمع وتوجيه سلوكه خاصة في المجتمعات التي تضعف فيها الرقابة الأسرية والتربوية 


إن المشهد الذي ظهر في تلك الحفلة ليس مجرد حادثة عابرة بل مؤشر على نهج تراكمي يُحتم إعادة النظر في دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية فإعادة بناء الوعي ليست مهمة فردية بل مسؤولية جماعية تتطلب توجيه المحتوى وتعزيز الثقافة الإعلامية وتحصين الأجيال ضد التأثير السلبي لمشاهير المنصات.


إن حماية الهوية الثقافية والقيم الأخلاقية تبدأ من إدراك خطورة ما يتلقاه الأطفال ومن العمل على تقديم بدائل إعلامية إيجابية تُعزز الانتماء وتعيد للمجتمع توازنه .

NomE-mailMessage