JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Accueil

العراق بين سياسية العهر... وتجويع الفقر....


 جمعه الحمداني...

مشهد سياسي واجتماعي يتداخل فيه الفساد مع استغلال موارد الدولة لتتحول السلطة إلى أداة للهيمنة...

 وبيع المواقف وتبديل المبادئ وفق مصالح آنية ضيقة مما جعل الكثير من القوى الحاكمة تنتهج سياسة العهر السياسي...

 التي تقوم على تبادل المنافع على حساب الوطن والشعب حيث أصبحت الصفقات السرية والمساومات المكشوفة سمة بارزة في المشهد العراقي ...

فالقوى التي يفترض أن تمثل المواطن وتدافع عن حقوقه باتت تتعامل مع البلاد وكأنها غنيمة او كعكة توزع بين أقطاب النفوذ والمال السياسي ولم يعد المعيار هو الكفاءة ...

أو الوطنية بل حجم الولاء والانخراط في لعبة التوازنات التي لا تعود بالنفع سوى على من يتصدر المشهد....

 أما الشعب فقد أصبح رهينة لهذه السياسات يدفع ثمنها فقرا وتهميشا وحرمانا...د


الفقر لم يعد مجرد حالة اقتصادية في العراق بل تحول إلى أداة سياسية...

 تستخدمها بعض القوى لتركيع الناس وربط أرزاقهم بقراراتها فالبطالة والحرمان وانعدام الخدمات...

 لم تكن نتيجة ضعف في الموارد بل بسبب سوء إدارتها وعدم استخدامها بشكل صحيح..

وتحويلها إلى قنوات للفساد حيث أصبحت الثروات النفطية وسيلة لتغذية شبكات المحاصصة...

 بدلا من أن تكون بابا للتنمية والإعمار الأمر الذي جعل ملايين العراقيين يعيشون تحت خط الفقر رغم أن بلدهم من أغنى دول المنطقة في الموارد الطبيعية....

 ومع ذلك تستمر الطبقة السياسية في تجويع الفقراء لتبقى....

 هي المستفيدة من لعبة التحكم بالأمن الغذائي والوظائف والمساعدات فتمنحها وفق الولاءات وتحجبها عن المعارضين...


هذا الواقع أنتج بيئة خانقة تزاوجت فيها سياسية العهر السياسي...

 مع تجويع الفقر ليجد المواطن نفسه أمام معادلة ظالمة ....

إما أن يرضخ لسطوة القوى الحاكمة ويتنازل عن حقه في المحاسبة ...

وإما أن يعيش مهمشا مسحوقا بلا حقوق... فالمواطن العادي لم يعد يرى في السياسة سوى سوق للابتذال والمساومات ...

بينما الفقر أصبح قيدا دائما على أحلامه وفرصه في الحياة الكريمة وفي ظل هذا المشهد يتضاءل الأمل بإصلاح حقيقي إذا لم تكن هناك إرادة جادة لكسر هذه الحلقة المفرغة وإعادة الاعتبار إلى مفهوم الدولة العادلة التي تضع خدمة المواطن فوق كل اعتبار...


العراق اليوم يعيش بين سيفين قاسيين حد سياسي تتصدره لغة العهر والتنازلات وحد اجتماعي...

 يتعمق فيه الفقر والتجويع وإذا استمرت المعادلة على هذا النحو...

 فإن النتيجة الحتمية ستكون المزيد من الغضب الشعبي الذي قد ينفجر في أي لحظة ....

على شكل احتجاجات أو ثورات تعيد رسم المشهد السياسي من جديد...

 لأن الشعوب مهما صبرت لا يمكن أن تستمر في العيش تحت رحمة فساد ينهب خيراتها وسياسة تستهزئ بكرامتها وفقر يجردها من أبسط حقوقها الإنسانية..

....

NomE-mailMessage