JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Accueil

كما صُلِب المسيح… يُصلَب العراق


 بقلم الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط 

لم تكن ولادة المسيح عليه السلام حدثاً دينياً عابراً بل صدمة أخلاقية في تاريخ البشر.

وُلد لا ليملك بل ليُحب.

وُلد لا ليحكم بل ليُصلح.

وُلد لا ليحمل سيفاً بل ليحمل كلمة…

و كانت تلك الكلمة أخطر على الطغاة من ألف جيش.


المسيح لم يأتِ بثورة دموية بل بثورة ضمير.

قال أحبوا أعداءكم… فارتعب الذين لا يعيشون إلا على الكراهية.

قال السلام لكم… فغضب تجار الحروب.

قال طوبى للودعاء… فاستنفر الجبابرة.


وهكذا وكما يحدث دائماً لم يُقتل المسيح لأنه شرير بل لأنه كان خيراً أكثر مما يحتمله عالمٌ مريض.



العراق… وطنٌ وُلد مسيحاً ويُصلَب كل يوم


العراق لم يطلب إلا الحياة.

لم يطلب إلا الكرامة.

لم يطلب إلا أن يكون وطنًا طبيعيًا لأبنائه.


لكن كما عُذِّب المسيح لأنه أحب 

عُذِّب العراق لأنه أراد الخير لنفسه ولغيره.


كل من حاول أن يُصلح في العراق 

كل من قال لا للفساد 

كل من دعا للسلام بدل السلاح 

كل من طالب بالعدالة بدل الغنيمة…

كان مصيره الاغتيال أو التشويه أو الصلب المعنوي.


أليس هذا ما حدث للمسيح؟

ألم يُتَّهَم؟

ألم يُخَوَّن؟

ألم يُسَلَّم بأيدي من يفترض أنهم أهله؟


حين يصبح القتلة أوصياء على الأخلاق


أشد ما في قصة المسيح إيلاماً 

أن الذين صلبوه تحدثوا باسم الدين.

وأشد ما في مأساة العراق قسوة

أن الذين دمروه يتحدثون باسم الوطن.


في كل زمان 

الخير يُتَّهَم 

والحب يُخَوَّن 

والسلام يُوصَف بالضعف.


لكن الحقيقة تبقى واحدة:

الذين يقتلون باسم القيم هم أول من خانها


المسيح لم يُهزم… والعراق لن يُهزم


المسيح صُلِب… لكن رسالته لم تُصلَب.

العراق جُرِح… لكن روحه لم تمت.


ولادة المسيح ليست ذكرى 

بل تذكير قاسٍ بأن طريق الحب مؤلم 

وأن السلام ثمنه باهظ 

وأن الأوطان – مثل الأنبياء –

تدفع دمها لأنّها ترفض أن تكون مستعبده 


سيقوم المسيح في الضمير الإنساني كل يوم 

وسيقوم العراق 

حين يفهم العالم أن الأوطان لا تُحكم بالكراهية 

ولا تُبنى بالدم 

ولا تُدار باللصوص.


رسالة الميلاد… للعراق


إذا كان ميلاد المسيح يعني شيئًا اليوم 

فهو هذا

أن الحب لا يموت حتى لو صُلِب

وأن السلام قد يُدفن مؤقتاً … لكنه يعود.


وأن العراق

مهما طال صلبه

لن يبقى على الخشبة إلى الأبد.


المجد للحب…

السلام للأرض…

والقيامة للأوطان المتألمة.

NomE-mailMessage