سامي التميمي
لم يولد النصر على الأرهاب والعصابات المتطرفة فجأة أو بسهولة ، بل كان مخاض عسير وفتوىفي الوقت المناسب ، من لدن الرجل الحكيم ( السيد السيستاني ) حفظه الله ورعاه .
وهمة أبناء الشعب العراقي بكل أطيافة ومن جنوبه حتى شماله ، بشيبه وشبابه ونساءه التي كانت تشحذ الهمم وتقوي العزم و تعد المواد اللوجستية لقواطع العمليات البطولية في كل الجبهات ، حقاً كانت ملحمة رائعة فقد أنتخى الجميع للفتوى في نصرة وأغاثة مدننا المغتصبة في ( نينوى ، تكريت ، الأنبار ، ديالى ) .
كان كبار السن يتسابقون ويتنافسون مع الشباب ، بل كانت هناك صور جميلة ورائعة تجد أن من بيت واحد ، يذهب جميع الرجال ، ولم يتكاسل أو يتهاون أحد منهم ، وهناك بيوت ، لم يكن فيها غير رجل واحد وهو المعيل لبيته وأسرته ، يترك كل شئ من أجل الجهاد ومحاربة العصابات التكفيرية المنحرفة التي أذاقت مدننا المغتصبة الويل والثبور .
لم تكن المعارك سهلة، في السياقات والدروس العسكرية منها النظري والتطبيقي والتعبوي والأستخباري ، لأنها حرب عصابات ، كان الخوف كبير ، والحرص على العوائل المدنية من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى ، والحفاظ عليهم مسؤولية جسيمة بين تلك العصابات المتغلغلةفيما بينهم و في المدن والأزقة والشوارع وبين البيوتات .
وكانت بعض البيوت ملغة ، وبعض الحيوانات ملغة ، وبعض الشوارع ملغمة ، والخطورة بنسبة مئة بالمئة ، والمجازفة فيها موت محقق .
لكن الخبرة والعزيمة والأيمان ، أثبتت بطولات أبناء العراق من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الأرهاب وقوات الرد السريع والحشد الشعبي البطل وأبناء الحشد العشائري البطل ، في السيطرة والمناورة والمباغتة وتخليص العوائل وفرزها وتقديم العون والمساعدة من الطعام والشراب والدواء والمنام ، وبين أصطياد العصابات وقنصها وتحجيمها .
نحمد الله ونشكره كثيراً على ذلك النصر الذي حقق لنا ولادة جديدة للحياة والبناء والتلاحم والأخوة والمودة .
