JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Accueil

الخنجر والحلبوسي نحو شراكة سياسية


 هادي جلو مرعي

 ولماذا نفترض إن المتنازعين صفوا الصفوف، وحشدوا الجيوش في ميدان الحرب، بينما هم في ميدان سياسة للعمل على تحقيق تطلعات جمهور يترقب، ولديه مطالب في حياة  كريمة بعد معاناة وتعب وإنتظار، وهو لايربد أن يتقبل إن السياسة في العراق صراع محموم، وحرب مفتوحة، والشركاء خصوم لأن المسؤولية المهنية والأخلاقية تفترض دورا إنسانيا للسياسي. فهو مشرع للقوانين الحامية والضامنة للحقوق، وهو مراقب لتنفيذ السياسات العامة للدولة، وهو جزء في حكومة تعمل لتوفير الخدمات على مدار الساعة، وهو ممثل لجمهور لديه حاجات ومطالب ينبغي تلبيتها، وهو مدافع في ميدان العمل الحزبي عن حقوق أبناء وطنه جميعهم بإختلاف المذاهب والديانات والجغرافيا والميول والأفكار، ثم هو ممثل لفئة إجتماعية تريد أن تعيش، وتضمن حرية الفكر والمعتقد والتعبير عن الرأي.

    يتكرر الحديث عن المنافسة السياسية بين زعامات واحزاب، وهذا جيد لأنه يفترض تقديم المزيد من المكاسب لعامة الناس، وتلبية المطالب، وإبتكار الحلول، وعرض البرامج الواضحة لإدارة الملفات المتعلقة بالإقتصاد والتوظيف والأمن والخدمات والتربية والتعليم، وضمان الحقوق الفكرية والإجتماعية، والبعض يريد للمنافسة أن تتحول الى حرب، وربما كان ذلك من صنائع الإعلام والمتاجرين في السياسة والدعايات وأصحاب الأجندات التي تفترض الصدام والمواجهة، لا التعاون والشراكة، وعلى مدى العقدين الماضيين وضعت القوى الفاعلة والممثلة للطوائف والقوميات في حالة تأهب قصوى، وإستمالت الشارع لصراع محموم، وإنعدام للثقة ماأدى ولسنوات الى غياب فرص التنمية، وتعطيل لحركة الدولة والمؤسسات، ولم يحسن الفاعل السياسي إستغلال الموارد الكبيرة لتحقيق طفرات إقتصادية وخدمية ملموسة، بينما ظل المواطن العادي حبيس الأزمات منقادا لها وظل الفاعل السياسي يحاول كسب الجمهور بإفتعال الأزمات، وتخويف الناس من شيء غير مناسب ينتظرهم، وخطر يدهم حياتهم في أية لحظة، وعليهم أن يحذروا ويتحزبوا، ويبحثوا عن الطمأنينة بالخوف، وليس بالتعاون والشراكة، والبحث عن الفرص والتنمية الشاملة.

    في الدائرة السنية تستهوي البعض فكرة الصراع، وتأليب الجمهور على بعضه، والترويج للمواجهة وليس للشراكة بين الزعامات والقوى الفاعلة، ولعل أبرز شخصيتين في هذا المجال جرى الترويج لفكرة الصدام بينهما هو الشيخ خميس الخنجز ورئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وإذا ما كان الشيخ الخنجر لاتستهويه المناصب الخاصة، ويميل الى صناعة القيادات، وتهيئتها فهو أقرب الى مبدأ عدم الصدام مع غيره، وهو مايؤهل لعلاقة إيجابية بين الطرفين، مع الأخذ بنظر الإعتبار إن الشيخ الخنجر ترك الباب مواربا لنجله سرمد، وهو شاب متحفز، ولديه رؤية وعلاقات مع القوى السياسية والشخصيات الفاعلة في الدولة ليكون فاعلا سياسيا يختط طريقه لوحده، ويتبنى علاقات شراكة عالية مع الأفرقاء في الميدان السياسي، ولاننسى إن الشيخ الخنجر هيأ لتعاون بين السيد محمد الحلبوسي وسرمد الخنجر على أساس شراكة لتمثيل المكون السني، والإنفتاح على القوى السياسية الأخرى التي تتمثل بزعامات عدة تبحث هي الأخرى عن شراكات، فالمستقبل المقبل يتطلب جهودا في مجال البناء والإعمار، ولارغبة لأحد فيه أن يعيش في ظل الأزمات..

NomE-mailMessage