JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
BASRAH WEATHER
Accueil

بقاء لانظمة الفاشلة وتفننها في ايهام العقول.


.جمعه الحمداني....

في قراءة معمقة لأسباب بقاء بعض الأنظمة الفاشلة في السلطة رغم تراكم الأزمات....

 وتدهور الأوضاع المعيشية للشعوب يتضح أن سر الاستمرار لا يكمن في قوتها بقدر ما يكمن في براعتها.....

 في إدارة أدوات البقاء فهذه الأنظمة غالبا ما تبرع في رسم صورة قاتمة لأي محاولة تغيير ....

بحيث تقنع مواطنيها أن ما بعد سقوطها...

 سيكون أسوأ مما هو قائم مستثمرة في الخوف من المجهول والفوضى المحتملة ...

أما الأداة الثانية فهي خلق صراعات جانبية بين الفئات الشعبية بحيث يتحول...

 المظلوم إلى خصم لمثيله المظلوم بدلا من أن يتوجه بوعيه إلى من يمارس ...

ضده الظلم وهو ما يعزز الانقسامات الداخلية ويضعف أي إمكانية لتشكل جبهة...

 موحدة في مواجهة السلطة...

 أما الركيزة الثالثة فهي صناعة الوهم وتقديمه كبديل عن الحقوق الفعلية فبدلا من توفير العدالة والكرامة والعيش الكريم تكتفي...

 الأنظمة بإطلاق شعارات زائفة أو وعود كاذبة مؤجلة أو إنجازات إعلامية...

 فارغة تجعل الناس يعيشون في دائرة انتظار بلا نهاية...

 وبينما يقتنع البعض مؤقتا بهذه الأوهام يبقى الواقع على حاله ...

متدهورا وهو ما يجعل الأنظمة تعيش على حساب وعي الشعوب وتكريس الاستسلام للأمر الواقع ...

في وقت تزداد فيه الحاجة إلى وعي جماعي قادر على كسر هذه الحلقة المفرغة.

وفي ظل المشهد السياسي العالمي والعربي على وجه الخصوص يبرز سؤال محوري يطرحه الباحثون والمراقبون...

 وهو كيف يمكن لبعض الأنظمة التي وُصفت بالفاشلة ...

أو العاجزة عن تلبية طموحات شعوبها ...

أن تستمر في الحكم لعقود طويلة رغم وضوح عجزها وضعفها في إدارة الدولة....

 الجواب يكمن في استراتيجيات مدروسة تتقن هذه الأنظمة استخدامها للحفاظ على سلطتها مهما كلف الأمر....


أولى هذه الاستراتيجيات هي صناعة الخوف وترهيب الشعوب ...

 إذ تعمل هذه الأنظمة على إقناع المواطنين أن أي محاولة للتغيير ستؤدي إلى انهيار شامل...

 أو فوضى أمنية أو حتى حروب أهلية فتصبح الشعوب حبيسة...

 تصوغها الكتل والاحزاب الفاشلة لغرض السيطرة على عقول الشعوب..

معادلة مرعبة إما الاستقرار الزائف تحت سلطة قائمة أو مواجهة...

 مصير مجهول وربما أسوأ هذه المعادلة تجد صداها في الخطاب الرسمي والإعلامي...

 الذي يكرر بشكل دائم أن البديل هو الخراب وأن النظام القائم هو الضامن الوحيد لوحدة البلاد وأمنها...


أما الاستراتيجية الثانية فهي سياسة الإلهاء والانقسام ...

إذ تسعى الأنظمة إلى تفتيت وحدة المجتمع عبر تغذية العصبيات القومية والطائفية والحزبيةوكما حدث في العراق بداية سقوط نظام الصدامي...

 وتحويل المظلومين إلى خصوم فيما بينهم فبدل أن يجتمعوا على مواجهة السلطة التي تحرمهم من حقوقهم ...

يُستنزفون في صراعات جانبية تدور في حلقة مغلقة ...

وتستمر لعقود وهو ما يضعف أي محاولة لبناء حركة جماهيرية حقيقية قادرة على فرض التغيير

الركيزة الثالثة تتمثل في تسويق الأوهام وبيع الأحلام عبر إطلاق مشاريع وشعارات كبرى لا تلامس الواقع أو وعود بالإصلاح تبقى معلقة إلى أجل غير مسمى كما يتم توظيف الإعلام الرسمي والآليات الثقافية والتعليمية...

 لغرس قناعات مشوهة مفادها أن الإنجازات كما يحدث في جميع الحكومات المتعاقبة .. الافتراضية تكفي لتعويض غياب الحقوق الأساسية مثل العدالة الاجتماعية والحرية والعيش الكريم...

 وبهذا تتحول الأوهام إلى أداة تخدير جماعي تُبقي الناس في حالة انتظار دائم

هذه الاستراتيجيات الثلاث مجتمعة تجعل من الأنظمة الفاشلة كيانات قادرة على البقاء رغم التصدعات الداخلية ورغم الرفض الشعبي المتنامي...

 لكن ما يغيب عن حساباتها أن تراكم الأزمات يولد في النهاية لحظة انفجار ...

لا يمكن التنبؤ بزمانها أو شكلها إذ يدرك التاريخ أن الشعوب قد تصبر طويلا لكنها لا تنسى وأن إرادة التغيير حين تكتمل شروطها تصبح أقوى من كل أدوات القمع والإلهاء

واذ الشعب اراد الحياة يوما فلابد ان يستجيب القدر..

ولابد لليل ان ينجلي..

ولابد للقيد ان ينكسر...

NomE-mailMessage