د. صلاح بوشي – خبير ستراتيجي
ما يُقدَّم للعراقيين من خدمات ليس مِنّة من أحد بل حق أصيل كفله الدستور وأوكلته مؤسسات الدولة .
المشاريع الخدمية مهما كان حجمها هي واجب الدولة وليست هدايا تُمنح للمواطنين .
إن اختزال دولة بحجم العراق في حملات ترقيعية للطرق والجسور يقلل من مكانتها ويحوّل العمل الحكومي إلى نشاط تجميلي بعيد عن طموح شعب يمتلك تاريخاً عريقاً وموارد كبيرة .
الدولة الرصينة تُقاس بقدرتها على تقديم خدمات مستدامة ومؤسساتية لا بما يُعلن عنه من مبادرات آنية .
بناء الثقة بين المواطن والدولة يبدأ حين تُقدَّم الخدمة على أنها حق مكتسب وحين تُعامل واجبات الحكومة كمؤشر حقيقي للأداء لا كمنّة أو فضل يُسجَّل .
عندها فقط يمكن للعراق أن ينتقل من سياسة التجميل إلى مشروع دولة مؤسساتية حقيقية تُدار بالكفاءة والمسؤولية، لا بالشعارات .
